في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أثار الصحفي المعروف جدعون ليفي جدلاً واسعاً بمقارنته بين إنكار محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وبين ما وصفه بإنكار إسرائيل المستمر لجريمة تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة. واعتبر ليفي أن كلا الشكلين من الإنكار ينبعان من "جذر واحد"، يتمثل في "التنصل من الجريمة واحتقار الضحية".
وشدد ليفي في مقاله على أن ما يحدث في غزة، من حصار وتجويع ممنهج، يتم التعامل معه بتجاهل أو تبرير داخل إسرائيل، تماماً كما تعامل العالم النازي مع ضحاياه. وأوضح أن آلية الإنكار واحدة في الحالتين، إذ تعتمد على نزع الإنسانية عن الضحية وتحميلها المسؤولية عما تتعرض له.
وكتب ليفي: "الإنكار في كلتا الحالتين ينبع من جذر واحد: التنصل من الجريمة واحتقار الضحية"، مؤكداً أن الصمت أو التبرير لا يقل خطورة عن الجريمة نفسها.
وأشار إلى أن إسرائيل، مثل ألمانيا النازية، تبني سرديتها الرسمية على تبرير الأفعال وتغييب الحقيقة، مما يمنع مواجهة المأساة الأخلاقية الكامنة في أفعالها بحق الفلسطينيين.
المقال، الذي يحمل نبرة نقدية حادة، يأتي في وقت يتصاعد فيه الجدل الدولي حول الوضع الإنساني في غزة، ويعيد تسليط الضوء على مسؤولية الإعلام والمجتمع الإسرائيلي في كسر دائرة الإنكار.