وضع رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حدًّا للتكهنات بشأن مواقف السودان من الوساطات الدولية، مؤكداً رفض بلاده لأي وساطة تضم الإمارات داخل «الرباعية»، ومهاجماً أبوظبي لأول مرة بوصفها الداعم الرئيس للمليشيا المتمردة.
وخلال اجتماع ضم كبار ضباط الجيش برتبة لواء، بحضور مساعدين في مجلس السيادة ورؤساء الأجهزة الأمنية، أكد البرهان أن «الرباعية ليست مبرئة للذمة في وجود الإمارات»، وأن المؤسسة العسكرية قادرة على إصلاح بنيتها دون إملاءات خارجية.

ورفض القائد العام سردية كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، مسعد بولس، بشأن وجود نفوذ للإخوان داخل الجيش، معتبراً أن الأخير «يتحدث بلسان الإمارات» ويسعى لفرض مسار سياسي يلغي القوات المسلحة ويبقي الميليشيا في مواقعها.
وأشار البرهان إلى أن أي وساطة تروج لهذه الطروحات تعد «غير محايدة»، محذراً من أن بولس قد يشكل «عقبة أمام السلام»، ومؤكداً أن السودان لن يقبل بوجود المتمردين كجزء من أي تسوية مستقبلية.
وفي السياق ذاته، رأى محللون سياسيون وعسكريون أن خطاب البرهان يمثل «مرحلة جديدة» في تعامل السودان مع المجتمع الدولي، ورسالة واضحة بأن مسار السلام لن يُبنى على قاعدة «الجلاد والحكم معاً»، وأن السودان ماضٍ في معركة السيادة واستعادة الدولة.
كما أثنى رئيس مجلس السيادة على جهود ولي العهد السعودي في دعم مساعي إنهاء الأزمة، مشيراً إلى دور الرياض في كشف حقيقة ما يجري في السودان خلال مباحثاته الأخيرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد البرهان أن الدولة السودانية «مستهدفة»، وأن معركة الكرامة «هي معركة بقاء»، رافضاً «أنصاف الحلول» أو فرض أسماء بعينها مثل حمدوك وحميدتي على المشهد السياسي، ومشدداً على أن من يريد المشاركة في مستقبل البلاد «عليه العودة والاحتكام للشعب».
