الثروة الحيوانية تحت المجهر: زيارة ميدانية لوزير التنمية الحيوانية

يواصل وزير التنمية الحيوانية، السيد سيد أحمد ولد محمد، تنفيذ خطة ميدانية لتطوير القطاع الحيواني وتعزيز مساهمته في تحقيق الاكتفاء الذاتي، تجسيداً لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الهادفة إلى دعم القطاعات الإنتاجية.

وفي هذا السياق، أدى الوزير زيارة ميدانية إلى ولاية الحوض الشرقي شملت مصنع النعمة للألبان، مزرعة البهگة النموذجية، والمندوبية الجهوية للتنمية الحيوانية، حيث عاين مستوى التقدم في المشاريع واطلع على سير العمل ميدانياً.

وشدد معاليه على أهمية تثمين منتجات الثروة الحيوانية وتطوير سلاسل الإنتاج، مؤكداً أن القطاع يشكل دعامة أساسية للاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل وقيمة مضافة في مجالات الألبان واللحوم والأعلاف.

كما أبرز الوزير التزامه بتحديث أساليب الإنتاج، من خلال إدخال التقنيات الحديثة وتحسين السلالات، سعياً إلى تحويل القطاع إلى رافعة اقتصادية حقيقية تلبي تطلعات المواطنين، خاصة في ولاية الحوض الشرقي الغنية بثروتها الحيوانية.

ودعا الوزير الطواقم الفنية إلى مضاعفة الجهود وتنفيذ المشاريع وفق المعايير الفنية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الألبان ومشتقاتها.

وتجدر الإشارة الى أن قطاع الثروة الحيوانية في موريتانيا سجل نموًا ملحوظًا، حيث بلغ عدد رؤوس الماشية أكثر من 29 مليون رأس، تشمل الأبقار والإبل والأغنام والماعز، وفقًا لأحدث بيانات صادرة عن وزارة التنمية الريفية. ويُعد هذا القطاع من الركائز الاقتصادية الأساسية في البلاد، إذ يساهم بأكثر من 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ويؤمّن مصدر رزق مباشر لآلاف الأسر في المناطق الريفية.

ورغم هذا الزخم، يواجه القطاع تحديات كبيرة أبرزها الجفاف، تدهور المراعي، وضعف البنية التحتية البيطرية، ما دفع الحكومة إلى إطلاق مشروع تنموي متكامل بالتعاون مع البنك الأفريقي للتنمية، بتمويل تجاوز 28 مليون دولار، يهدف إلى تحسين خدمات المياه، الصحة الحيوانية، والبنية التحتية في مناطق الرعي.

وفي خطوة لتعزيز الاكتفاء الذاتي، تم إطلاق مبادرات لدعم إنتاج وتصنيع الحليب محليًا، وتقليل الاعتماد على الواردات. كما شهد القطاع اهتمامًا متزايدًا من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة الفاو، التي تعمل حاليًا على تنفيذ مشاريع لتحسين إدارة الموارد الرعوية وتعزيز قدرات المربين.