تستعد مدينة المذرذرة لاحتضان النسخة الأولى من مهرجانها الدولي، في خطوة تُعدّ محطة فارقة في مسار التنمية الثقافية والاقتصادية للمنطقة. هذا الحدث المرتقب يُعدّ فرصة ثمينة لإبراز الموروث الثقافي الغني، والإشعاع العلمي والروحي الذي تتميز به المقاطعة، من خلال محاظرها العريقة التي كانت ولا تزال منارات للعلم والمعرفة، ومشايخها الصوفيين الذين أسهموا في ترسيخ قيم التزكية والتربية الروحية، إضافة إلى دورها الريادي في المقاومة الوطنية ضد الاستعمار، حيث أنجبت رجالًا سطّروا صفحات مشرقة من النضال والتضحية.
إننا على يقين تام بأن هذا المهرجان سيكون ناجحًا بكل المقاييس، بفضل الله اولا و كذلك الجهود الجبارة التي تبذلها اللجنة العليا للمهرجان، والتي لم ولن تدخر جهدًا في سبيل ضمان تنظيم محكم، وبرمجة ثرية، ومشاركة واسعة تعكس تنوع وثراء ثقافتنا الوطنية.
وفي هذا السياق، فإننا نهيب بجميع ساكنة ولاية الترارزة، وخاصة أبناء وبنات مقاطعة المذرذرة، أن يكونوا في مستوى الحدث، وأن يُظهروا أعلى درجات الجدية والانخراط، ليكونوا عونًا وسندًا في إنجاح هذه النسخة الأولى، التي نأمل أن تكون انطلاقة قوية لموعد سنوي يُسهم في إشعاع المنطقة وتعزيز مكانتها.
فلنجعل من مهرجان المذرذرة الدولي مناسبة للاحتفاء بالهوية، واستحضار الماضي، وبناء جسور الإبداع والانفتاح نحو المستقبل.
