أنتهى المهرجان وخلاصات عديدة باتت قراءتها جلية

-كان لهذا المهرجان ان يحدث منذ فترة لو أراد القوم ذلك لكنهم اختاروا طريق آخر يقوم على التحريض والتجييش والتهديد.
بعد ثلاثة أسابيع استخدموا خلالها كل شيء لضرب الوحدة الوطنية من إقناع عائلات القتلى في كيهيدي برفض استلامهم والتهديد بالخروج في مسيرات خارج القانون واستدراج أجهزة الأمن الى مسعاهم بعد ان يئسوا قرروا العودة والقبول بالمهرجان.  

-لم يحمل المهرجان جديدا لا في الشكل ولا المضمون. ففي الشكل بدا واضحا أن الرجل غير قادر على تقديم خطاب يستوعب كل الموريتانيين فظهرت الصورة كما هي دائما تطفح بالتمييز والتفرقة وتشرذم المجتمع وغاب المثقفون والكتاب والأدباء واقتصر الحضور على القصر والشباب من عامة الناس الذين سلكت بهم نواياهم الحسنة مسالك الخطأ.

-أما في المضمون فكأن الرجل يتحدث أمام جمهور غير جمهوره وفي بلد غير بلده فجاء خطابه استمرارا لنفس الارجوزة المعهودة وخروجا وتطاولا على مؤسسات الدولة ومصادرة لرأي غالبية الموريتانيين الذين قرروا بملئ إرادتهم عدم تزكيته رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية.

-كرس المهرجان  من جديد حقيقة ما بات يشعر به المرشح بيرام من انفصام عن الواقع السياسي للبلد الذي كرسته الانتخابات الرئاسية الأخيرة فقد وضع مخرجات العملية الانتخابية جانبا وبات يتحدث بأسلوب الابتزاز السياسي والتهديد والوعيد كأداة لتحقيق مطامحه السياسية بعد أن صدتها الجماهير عبر صناديق الاقتراع.

-ما تقدم به المرشح بيرام من مطالب هي في الحقيقة محاولة لإعادة صياغة للمشهد السياسي وبناء مؤسسات دستورية ورقابية جديدة وهو أمر يعزز  درجة الانفصام التي وصل إليها فماهي أوراق القوة التي يملكها  والتي تجعل النظام مضطرا للتعاطي مع هذه المطالب؟

-لم يقدم بيرام  مبررا واحدا أمام الحضور عن سبب غياب طعونه أمام المجلس الدستوري واكتفى بترديد عباراته المعهودة.  

حقيقة الأمر أن الرجل بات يغرد بعيدا عن وكره فقد نجحت الجماعة المتطرفة جماعو التادأزيم في السيطرة على قراره وتحويل مساره وصولا إلى مرحلة تنفيذ الأجندة أو  التخلص منه.