كلمة السفير الفلسطيني بمناسبة الذكرى ال36 لإعلان الاستقلال

معالي الأخ/ محمد سالم ولد مرزوك، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والموريتانيين في الخارج.
الإخوة/ أعضاء الوفد الرسمي كل حسب موقعه وجميل واسمه.
الأخ العزيز عميد السلك الدبلوماسي لدى موريتانيا / سفير الجمهورية اليمنية/ الدكتور سالم صالح العرادة.
السادة أصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.

السيدة/ Lila Peters Yahya المنسق العام للأمم المتحدة لدى موريتانيا.

الإخوة والاخوات ممثلي الجمهورية الإسلامية الموريتانية من برلمانيين وولاة وحكام وعُمد وأجهزة أمنية ورؤساء بلديات ودوائر حكومية.

الإخوة والأخوات رؤساء وأمناء عامين وممثلي الأحزاب والهيئات الدينية ووسائل الإعلام وصحفيين وقضاة ومحامين والشعراء والأدباء وجميع شرائح المجتمع الموريتاني.

الإخوة ممثلي الجاليات العربية والجالية الفلسطينية.

الحضور الكريم  


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


إن تجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على مدار 76 عاما الماضية، والتعامل مع دولة الاحتلال بأنها دولة فوق القانون الدولي وتوفير الحماية لها للإفلات من المساءلة والمحاسبة ومن العقاب على جرائمها بل وتقديم الدعم المالي والعسكري لها، شجعها على تحدي الشرعية الدولية والقانون الدولي والتمادي في عدوانيتها على كافة المستويات، فباتت تعلن رفضها لوجود وكالة غوث وتشغيل لاجئـي فلسطين (الاونروا) التـي أُنشئت بقرار أممـي واعتبرتها منظمة إرهابية،  وباتت ترفض قرارات المحاكم الدولية وآخرها فتوى محكمة العدل الدولية بخصوص وقف العدوان وإنهاء الاحتلال ومذكرات الاعتقال التـي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، بل وتعلن عن احتجاجها من خلال الاستعداد الرسمي لتنفيذ مخطط الضم والتوسع الاستيطاني العنصري، هذا كله وغيـره من السياسات والممارسات الاسرائيلية الأخرى المتمثلة باقتحام المدن في الضفة الغربية وقتل الأبرياء واعتقالهم وهدم منازلهم ومصادرة أراضيهم والبناء الاستيطاني غيـر الشرعي، والقيام بالخطوات الأحادية الأخرى الرامية لتكريس الاحتلال وبقائه، يسبب ضررا كبيـرا للمنظومة الدولية المتعددة الاطراف القائمة على القانون وعلى مصداقيتها التـي اهتـزت أمام العجز عن وقف العدوان رغم صور مقتل الاطفال 

 

انى من هذا المنبر أشكر موريتانيا شعبا وحكومة على مواقفهم الثابتة والدائمة في دعم الشعب الفلسطيني هذا الدعم الذي لمسناه منذ أكثـر من ستة عقود من الزمن منذ كان تمثيلنا في موريتانيا عبـر مكتب منظمة التحرير الفلسطينية وصولاً الى سفارة دولة فلسطين مواقفكم لم تتغيـر ولم تتبدل بل بالعكس أصبحت أقوى وأمتن خاصة في هذا الطريق الميمون عهد فخامة الرئيس محمد ولد شيخ الغزواني حفظه الله الذي لم يبخل جهدا ولم يفوت فرصة عالمية او اقليمية إلا وكانت القضية في خاطره وضميره وعلى لسانه مدافعاً شرساً عن حقنا بقيام دولتنا على أرضنا وعاصمتنا في قدسنا الشريف شكراً فخامة الرئيس شكراً لحكومتك الموقرة شكراً للدبلوماسية الموريتانية شكراً لشعبك العظيم شكراً لموريتانيا بكل أطيافها، شكراً للأحزاب السياسية، شكراً لكل طفل وشيخ وإمرأة فى هذا البلد المعطاء.

أصحاب السعادة السيدات والسادة..
بالرغم من كل الصعاب التـي تواجهنا اليوم، إلا أننا نؤمن أنه مهما كان جبـروت الاحتلال وبشاعته، فهو الى زوال، وأننا سنواصل العمل من أجل الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفي نيل حريته واستقلاله على ارضه وأرض أجداده وتجسيد دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وكلنا ثقة بأن شعوب العالم ستواصل الوقوف إلى جانب الحق والعدل والحرية لفلسطين وشعبه
وستواصل عملها من أجل وقف العدوان والحرب والقتل والدمار والتهجيـر .
وهنا اسمحوا لي أن أُثمن باسمي وباسم الشعب الفلسطيني جميع شعوب العالم التي وقفت وتقف لتعلي الصوت في وجه الظلم والعدوان، مطالبة بإنهاء هذا الاحتلال الذي شوه وجه التاريخ بالدم والقتل وحرمان شعب بأكمله من حقوقه وحريته واستقلاله ووقف الإبادة الجماعية عن شعبنا الصامد في قطاع غزة، مؤكدين أن هذه الظروف الخطيرة تتطلب تحويل هذه المواقف الشجاعة إلى أفعال، من خلال مواقف حكوماتها وبرلماناتها في دعم صمود شعبنا على أرضه وتُبقي الأمل لديه بوجود إجماع دولي حازم لتحقيق السلام والاستقرار وفق الشرعية الدولية، وفي مقدمتها مواصلة حشد الدعم الدولي لتجسيد استقلال دولة فلسطين واستكمال اعتراف الدول بها، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهنا لابد أن نشيد بالجهود العظيمة التـي تبذل من خلال التحالف الدولي الذي عقد اجتماعه الأول في المملكة العربية السعودية بمشاركة واسعة من الأشقاء والأصدقاء، لتنفيذ هذا الهدف الذي نسعى إليه جميعا.
وأخيـراً، أود أن أحيـي صمود أبناء شعبنا الفلسطيني في فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات، وأحيـي بكل فخر واعتـزاز شهدائنا وأسرانا وجرحانا البواسل، وأقول لهم جميعا إن هدفنا واحد في إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال، وأكرر مرة أخرى بأن الاحتلال إلى زوال وسوف ينتصر الحق الفلسطيني مهما طال الزمن