الإعلامية تبيبة احمد تكتب عن الغزل النسوي (التبراع)

يعتبر الغزل النسوي ( التبراع ) في المجمتع الحساني أدبا خاصا بالنساء، يعبر عن مشاعر جياشة  تخبئ حياء لديهن،  حيث تتواجد الفتيات قديما في بعض الأحيان في أوقات خاصة حول الأودية و السهول  للسياحة والتمتع  بسحر الطبيعة الرباني 
 

يتوافدن  هناك بعيدا عن أعين الحي، للبوح والتعبير عن مكنون في النفس  عاش  بين ثنايا القلب، وتحت طيات الكتمان، يحمل الكثير من العاطفة والوجدان، حيث تجود  القرائح وتتفنن في التعبير بكل حرية وهدوء في فضاء مفتوح يتسم بما يسر العين ويريح القلب،  
فتصدح حناجرهن  بالتبراع ولكل واحدة منهن  حكاية حب تعبر عنها بأسلوبها الخاص، وتختلف باختلاف الزمان والمكان.
وقد أثبتت المرأة البيظانية قدرتها الفائقة في التعبير والإبداع
حيث أستطاعت أن  تعبر عن الكثير من الحب والشوق ، وتختتزل  كل ذلك في شطرين،  فكل مايمكن أن يعبر عنه الرجل   في گاف أو طلعة  كاملة، تستطيع المرأة بكل جدارة  أن تعبر عنه في تافلويتين فقط، أي تبريعة واحدة  مشحونة بالمشاعر الصادقة والعواطف الجياشة بدون تكلف.
وتتكون التبريعة من شطرين أي تافلويتين، تكون الأولى من حثو اجراد
والثانية من لبتيت التام، وقد  تهيم بعض النسوة بنظرة عابرة  شاءت  الأقدار أن تكتبها صدفة، ويكون لها نصيب من الحب والتعلق، حيث تطلق عنان قريحتها لانتقاء أدب نسوي رفيع

تبدع فيه بمشاعر مجسدة  من التبراع الذي يفيض رقة وعذوبة وصدقا يعبر عن قصة حب وحرمان عاشتها  بكل تفاصيلها  وكان البطل فيها غائبا.

مثل:
من صاب. النسيم__  يعرف عنك عبد الرحيم

ومن متن أسقامو__نسمع من باريس أكلامو

وألا يتخيلي __
عن لل إتوݣ ليحجلي


وينقسم التبراع إلى قسمين


قديم وجديد

نماذج من القديم:
ولافي حفره__من حب ترفر م لخر

ويبالي صبرا__إن مع العسر يسرا

ويبالي إتأن__ الأمر لملانه ماه  إن

سقم الماكني__عايني وازدف وأكتني_

والقلب احمومه_والجسم اخبر فيه انتومه_

يمش فأعظامي_مشى لم فعروگ الظامي_

وذلفي مردوم_من لعطيب إهز تيدوم

أنبق تلميدي//مشقب وإنݣز ميدي

الرجاله تمو ---بحواله توبيت إتعمو
.


ومن نماذج التبراع
الجديد:

شفت دقيقة _وأحلامي صبحت حقيقه

واجحدت أسقامو_ويعگب يفظحني تبسامو_

عاد البال إتم_ساهي إلين ٱگوم إتمتم_

واظحك حد احذاك_يلبال
امش بات اعل ذاك_

نعرف بعد أيام__ياسعد لجاهم من ݣدام
ذالحد أسقامو//لبحور إل ماينعامو


وقد تكتفي بعضهن بالتلميح دون تصريح 
إلا أن هناك نماذج أخرى من  التبراع تعتمد التصريح دون كناية فتذكر إسم المحبوب مثل:

عزي لتار __إنبت في وأزرع وأخظار.
أيلالي لحد__كيف أحمد ولل ݣاع أحمد.
إبليس أف ماموني__ينطح وݣزر وأجوني

أذ كامل عثمان__قير ألا متخالف للوان


ومن طرائف التبراع:

ماجرى بين شابة ووالدتها حيث هامت هذه  الفتاة بمحبوب يسمى المصطافه، وعبرت عن ذلك بعدة تبريعات من ضمنها:

عز المصطاف _شرگ شرگ
گاف گاف

ونبق كشافه_تكشف لي عن المصطافه

من عزو ندروگي_ساعه انعيط ساعه انزوگي

وكانت ذات صوت شجي تغني بذلك دائما، حيث تبتعد أحيانا وقت الغناء عن مكان جلوس الأم حياء، ولكن  والدتها كانت تسترق السمع كل مرة وكأنها تشفق على حال ابنتها من حب لم يكتب له أن يرى النور.
فردت عليها الأم  بتبريعة  قائلة:

ربي المصطافه _اتصبح گرعو يتفافه.


وهكذا استطاعت المرأة الحسانية  عبر عصور حتى يومنا هذا إثبات قدرتها  في التعبير عن الحب والشوق  بكل مرونة و سلاسة وحياء .

 

الإعلامية :تبيبة أحمد