السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما بعد،
فإني أتوجه إليكم بهذه الرسالة، بوصفي أحد أبناء هذا الوطن، ومن منطلق الغيرة الصادقة على وحدته وأمنه واستقراره، محذّراً من تفشي ظاهرة التطرف السياسي القائم على استغلال الدين، أو استحضار العرق واللون، في ساحات الخطاب السياسي والنقاش العمومي.
لقد أضحت هذه الظاهرة المقيتة تنخر نسيجنا الاجتماعي، وتهدد الروح الوطنية الجامعة، بما تحمله من شعارات تقسيمية، وشحن طائفي أو عنصري، يُستثمر في تحقيق مكاسب ضيقة لا تخدم إلا المصالح الذاتية لبعض السياسيين المتطرفين والغوغائيين، الذين لا يرون في الوطن سوى سُلّمًا لمطامعهم، ولو على حساب السلم الأهلي والوحدة الوطنية.
وإن التغاضي عن هذا النوع من الخطاب – أو السكوت عنه – يُضعف من هيبة الدولة، ويُقوّض مشروعها الجامع، بل ويُفرّغ شعارات العدالة والمساواة من محتواها، ويترك فراغاً تستغله قوى الشر لزرع الفتنة والكراهية.
من هذا المنطلق، أرى من الواجب أن أبسط بين أيديكم مجموعة من المقترحات العملية:
١. سنّ تشريعات رادعة تُجرّم استغلال الدين والعرق واللون في الخطاب السياسي والإعلامي.
٢. محاسبة صارمة لكل من يحرّض أو يروّج لخطاب الكراهية والتمييز، أياً كانت صفته.
٣. تبنّي خطاب جامع يُعزز روح المواطنة والانتماء، ويُقاوم بحزم كل أشكال التفرقة.
٤. دعم التربية على التفكير النقدي في المدارس والجامعات، وتحرير الإعلام من التبعية والغوغائية.
٥. تحقيق العدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن، بما يُعيد ثقة المواطن بالدولة ويُزيل أسباب الاحتقان.
إن وطننا أمانة في أعناقنا جميعاً، ولن تقوم له قائمة ما لم نُحاصر بذور الفتنة، ونتعالى فوق المزايدات، ونجعل المصلحة العليا فوق كل اعتبار.
حفظ الله بلادنا، وألهم قيادتنا الرشاد، وجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
الشيخ سيدأحمد البكاي تياه