لحظة تكريم تشارلي تشابلن

في عام 1972، وبعد أكثر من عقدين من النفي، عاد تشارلي تشابلن إلى هوليوود. لم تكن تلك مجرّد عودة فحسب، بل لحظة عدالة شعرية طال انتظارها.

صعد تشابلن إلى خشبة المسرح ليتسلّم جائزة الأوسكار الفخرية تقديرًا لإسهاماته الاستثنائية في عالم السينما. ومع تقدّمه ببطء… نهض الجمهور بأكمله: ممثلون ومخرجون وكتّاب ومنتجون وفنّيون، بل وأساطير الشاشة أنفسهم. توحّدوا جميعًا في موجة تصفيق مدوٍّ لا تُقاوم.

وقفوا وصفقوا — ليس لدقيقة أو دقيقتين، بل لاثنتي عشرة دقيقة متواصلة. أطول تصفيق حار في تاريخ جوائز الأوسكار.

وقف تشابلن هناك وقد غمره التأثر، وامتلأت عيناه بالدموع. الرجل الذي أضحك العالم طويلًا من دون أن ينطق بكلمة… وجد نفسه في تلك اللحظة عاجزًا عن الكلام.

في تلك الليلة، لم تكتفِ هوليوود بتكريم عبقري فذّ؛ بل وجّهت إليه رسالة حب صادقة: «نراك. نشكرك. ونأسف».

لقد كان ذلك تكريمًا مُستحقًّا لرائد السينما الصامتة الذي منح الفن السابع قلبه وروحه.