أكد رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن أزمة اللاجئين باتت تمثل تحديًا عالميًا متصاعدًا، يشكل عبئًا متزايدًا على القارة الإفريقية، ويفرض على المجتمع الدولي مسؤولية جماعية لمواجهته بفعالية وعدالة. جاء ذلك خلال كلمته في الندوة الرفيعة المستوى حول اللاجئين، التي نظمتها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR).
وأوضح الرئيس الغزواني أن عدد اللاجئين على مستوى العالم بلغ في عام 2024 أكثر من 120 مليون شخص، في رقم غير مسبوق خلال العقد الأخير، مشيرًا إلى أن الموارد الدولية المخصصة لمساعدة اللاجئين ودعم الدول المستقبلة لهم لا تواكب هذا الارتفاع الكبير، ما أدى إلى تفاقم هشاشة أوضاعهم وزيادة الضغوط على المجتمعات المضيفة، وإعاقة الجهود الرامية إلى ضمان حقوقهم الأساسية.
وفي هذا السياق، استعرض فخامته تجربة موريتانيا في استقبال اللاجئين، مؤكدًا أن البلاد، رغم محدودية إمكاناتها، ظلت وفية لقيمها الإنسانية والإفريقية، ولم تغلق أبوابها في وجه الفارين من النزاعات. وقال إن موريتانيا تحتضن اليوم أكثر من 309 آلاف لاجئ، بينهم نحو 120 ألفًا في مخيم "مبِيرا" بولاية الحوض الشرقي، الذي تجاوز بكثير طاقته الاستيعابية الأصلية البالغة 70 ألفًا، مما يجعله ثاني أكبر تجمع سكاني في البلاد بعد العاصمة نواكشوط.
وأضاف أن أكثر من 173 ألف لاجئ يعيشون داخل المجتمعات المحلية عبر 76 بلدية، وغالبًا ما يفوق عددهم سكان القرى المضيفة، وهو ما يمثل نموذجًا فريدًا من التضامن الإنساني، لكنه يترتب عليه كلفة باهظة ومتطلبات متزايدة في ظل تراجع الموارد.
واختتم الرئيس الغزواني بدعوة المجتمع الدولي إلى تقديم دعم أكبر وأكثر استدامة للاجئين والدول المستضيفة لهم، من خلال مواجهة جذور اللجوء كالنزاعات والظلم وانعدام الأمن، وتعزيز الخدمات الأساسية في المجتمعات المضيفة، مؤكدًا أن استمرارية هذا النموذج التضامني مرهونة بتعزيز الشراكات الدولية وتكثيف الدعم المادي والإنساني.