أحرز مشروع "تيريس لليورانيوم"، الذي تطوره شركة أورا إنرجي (Aura Energy) في شمال موريتانيا، تقدمًا بارزًا نحو مرحلة التنفيذ، بعد أن نشرت وكالة ديون الحكومة الأسترالية التقييم البيئي والاجتماعي الخاص بالمشروع، في خطوة وصفتها الشركة بأنها "حاسمة" على طريق تأمين التمويل الخارجي.
ويعد نشر هذا التقييم البيئي والاجتماعي شرطًا أساسيًا لبدء مفاوضات التمويل مع مؤسسة التمويل التنموي الدولي الأمريكية (DFC)، التي يُتوقع أن تساهم بما يصل إلى 60% من إجمالي تكاليف تطوير المشروع، والمقدرة بنحو 250 مليون دولار أمريكي. حتى الآن، تمكنت أورا من جمع 25 مليون دولار، وسط اهتمام من مستثمرين مؤسسيين وكيانات مالية خاصة.
وأكد أندرو غروف، المدير التنفيذي لشركة أورا إنرجي، أن نشر التقييم البيئي والاجتماعي يمثل "إنجازًا حاسمًا" في مسار تطوير المشروع، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تعزز فرص الحصول على تمويل أمريكي معتبر، يتماشى مع سياسات الحكومة الأمريكية لدعم مشاريع التنمية المستدامة في الدول النامية.

ومن المتوقع أن تُستكمل المفاوضات مع مؤسسة DFC خلال الأشهر القادمة، تمهيدًا للحصول على الموافقات الائتمانية ومصادقة مجلس إدارة المؤسسة، مع الإبقاء على موعد سبتمبر 2025 كهدف لاتخاذ القرار الاستثماري النهائي من قبل مجلس إدارة أورا إنرجي.
وفي سياق متصل، تواصل الشركة تنفيذ أعمالها الفنية على الأرض، حيث تسير الأعمال الهندسية بقيادة مجموعة وود غروب (Wood Group) بوتيرة متسارعة، ومن المرتقب أن تُستكمل بحلول نهاية أغسطس الجاري. كما بدأت أورا دراسة خيارات إدارة المشروع وفق نموذج الهندسة والمشتريات والإنشاء والإدارة (EPCM)، إلى جانب إعداد برنامج أعمال مبكرة يشمل بناء مطار مؤقت للمعسكر، واستكمال التراخيص اللازمة لإطلاق مرحلة التطوير الفعلي.
ويُعد مشروع "تيريس" من بين أكبر مشاريع اليورانيوم في إفريقيا الغربية، ويُتوقع أن يُساهم في دعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة عبر توفير موارد حيوية للطاقة النووية، في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على بدائل الطاقة منخفضة الانبعاثات.
وتعكس مشاركة مؤسسة DFC الأمريكية في المشروع اهتمامًا استراتيجيًا بتعزيز الشراكة مع الدول الإفريقية في مجالات الطاقة والموارد، بما يتماشى مع السياسات الجيوسياسية الأمريكية لموازنة النفوذ المتزايد لقوى أخرى في القارة، خاصة في قطاع التعدين والطاقة.