دراسة جينية جديدة تكشف أسباب تباين إصابة الأطفال بالغمش واستجابتهم للعلاج

كشفت دراسة حديثة تُعدّ من أكبر الدراسات الجينية حول الغمش حتى الآن، عن دور العوامل الوراثية والنمائية في تحديد إصابة بعض الأطفال بهذه الحالة البصرية دون غيرهم، رغم تعرضهم لعوامل خطر متشابهة مثل الحول أو عدم تكافؤ القدرة على التركيز.

وتُسلط الدراسة الضوء على احتمالية ارتباط الغمش جزئياً بالنمو العصبي، وهو ما قد يُفسر اختلاف نتائج العلاج بين الأطفال. وتُستخدم حالياً عدة أساليب علاجية لإجبار الدماغ على استخدام العين الأضعف، مثل تغطية العين الأقوى، أو تشويشها بقطرات الأتروبين، أو تقنيات الواقع الافتراضي. إلا أن هذه الأساليب لا تنجح مع جميع المرضى.

وترى الدكتورة ويتمان، الباحثة المشاركة في الدراسة، أن هذه النتائج تمهد الطريق نحو تطوير علاجات أكثر استهدافاً وتخصيصاً بناءً على السمات الجينية والنمائية لكل طفل، بدلاً من اعتماد نهج موحد. ويهدف هذا التوجه إلى تحسين الرؤية ومعالجة التحديات الدقيقة المرتبطة بالغمش، مثل بطء القراءة وصعوبات التنسيق البسيطة.

وتُغير هذه الدراسة الطريقة التي ينظر بها العلماء والآباء والمعلمون إلى الغمش، حيث لم يعد يُعتبر مجرد "مشكلة بصرية"، بل بات يُنظر إليه كنافذة لفهم أكثر عمقاً لتأثير الجينات وتطور الدماغ على إدراك الطفل للعالم من حوله.