نقاط على الحروف / سيدي علي بلعمش

ـ "موريتانيا في خطر" ..
ـ "البلد في أزمة خطيرة" ..
ـ "قال بيرام .. سافر بيرام .. عاد بيرام" !؟

موريتانيا في خطر من ماذا !؟
أنتم تُرعبون الناسَ بِوَهْمٍ تجاوزته الأحداث و تجاوز عمره الافتراضي مرتين(…)

لقد انتهى بيرام و انتهت افلام : إسرائيل مُحاصَرة من العالم أجمع و فرنسا على عتبة الانهيار و العصابة الصهيونية التي تحكمها منذ نهاية حكم جسكار ديستين ، هي سبب ما تعيشه اليوم من مشاكل بلا حلول و عاصمة الاتحاد الأوروبي (بروكسل) ، ترتعد خوفا من عاصفة "الربيع الأوروبي"..

فأمام من سيتبرأ بيرام و عصابته اليوم ، مما يحدث في غزة ، ليقبض فُتاتَ عُمولته !؟

أمام من سيعرض بضاعته المزورة ، المتمثلة في ما يؤلف من أكاذيب يدحضها الواقع ، كانت تدعمها سفارات الأنظمة الصهيونية في نواكشوط و على رأسها سفارة فرنسا و بلجيكا !؟

عن أي "أزمة خطيرة" يتحدث محللو أخبار موريتانيا !؟

بيرام ، لا يمكن أن يشكل خطرا و لا أن يسبب أزمة : هذا بلد صمد آلاف السنين أمام أعتى العواصف : الإسبان و البرتغال و الانجليز و الفرنسيين و المغاربة و سينغور و عبدو جوف ، لا يمكن أن تهزه زوبعة عابرة ، لا توقظ نائما و لا تُفزع طفلا ..

ما حاجتنا إلى موريتانيا ، إذا كان بيرام يستطيع أن يهز شعرة من وجودها أو استقرارها !؟

# كيفَ حَوَّلَ محللونا خَوْفَنا على قُصَّرٍ بلا حماية اجتماعية ، يُحرِّضهم بيرام على الالتحام بالأمن ، بطلب من أسياده ، ليقولوا للعالم إن النظام الموريتاني يصفي الزنوج ، إلى خوفٍ من بيرام !؟

بماذا يمكن أن يخيفنا الجبان المتملق بيرام !؟

و من يتحدثون عن جمهور بيرام ، إما أنهم لم يفهموا ما حدث في الانتخابات الماضية و التي سبقتها و إما أنهم يركبون موجة انتقام من النظام ، لا يهمهم أين ستُلقِي بهم !!

حين حصل بيرام على المرتبة الثانية بفارق مريح لأي فائز ، لأول مرة ، كان ولد عبد العزيز يوزع الأصوات على مزاجه ، انتقاما من المعارضة الوطنية الأصيلة ؛ فخلق بيرام من عدم و خلق له ظروف بقائه من خلال تلك النتيجة المزورة على المقاس ..

و في الانتخابات الماضية ، كانت عصبية ولد عبد العزيز و أياديها الخفية هي التي خلقت الفارق لا جمهور بيرام . و قد ساهمت أخطاء السلطات في خلق تصويت عقابي ، كان لصالح بيرام ، لم يفهم لا حتى هو كيف حصل عليه !؟

و في كل الأحوال و في أسوئها بالتحديد ، لا يمكن لبيرام بأي معجزة ، أن يتجاوز هذا الحد ؛ فبماذا يمكن أن يشكل أزمة في البلد !؟

لن يُحظى بيرام في الانتخابات القادمة (إذا حصل على التزكية بمعجزة) ، بتزوير ولد عبد العزيز و لن تراهن عصبية عزيز من جديد على حصان أو حمار على الأصح ، لا يشك في خسارته إلا غبي أحمق ..

و مع أنني أشك في أن يكون بيرام قادرا على المشاركة في انتخابات 2029 ، لما ستصنع الأحداث العالمية القادمة من تغيرات جذرية لغير صالحه ، (لا أستغرب أن لا يراها أو لا يفهمها) ، سيكون محظوظا جدا إذا حصل فيها على نسبة 3% ، بحسابات دقيقة ، لا يمكن أن يُفسِدَها غير أخطاء النظام التي حولته إلى متغول بسبع رؤوس ، سيفهم قريبا أنها كلها من ورق !؟

أنا واثق اليوم أن الرئيس غزواني أصبح يعمل على خارطة واضحة ، كان رسمها يتطلب وقتا طويلًا من المتابعة و الحذر و الفطنة و التوفيق !؟

و حين تفهم السلطات أن بيرام مجرد سمسار أزمات ، محاصر اليوم من الخارج و يجب حصاره من الداخل بمجرد قطع الإمداد عنه ، سينتهي كل شيء !

و ستكون أول و أسوأ علامات فشل النظام ، أن لا يُظهِرَ بيرام للشعب على حقيقته :
ـ في عدائه للعرب و المسلمين بتوجيه (مدفوع الثمن ) ، من المنظمات الصهيونية ..

ـ في ركوب موجة حقوق إنسان ، يترصد فيها بالحرف وعدَ غولدا مائير : "من بين الدول العربية و الإسلامية الأكثر عداء لإسرائيل ، هي موريتانيا و سيأتي يومٌ ندخلها مشكلة لن تعرف كيف تخرج منها أبدًا" : أنت أصغر من هكذا مهمة يا بيرام :
ـ أصغر في تفكيرك ..
ـ أصغر في ذكائك ..
ـ أصغر في جمهورك الغبي ..
ـ أصغر في حِيَّلِكَ الطفولية ..
ـ أصغر في طمعك المعلن ..
ـ أصغر في ارتزاقك المكشوف ..
ـ أصغر في أكاذيبك المفضوحة ..
ـ و أصغر يا بيرام في علاقاتك المحصورة في غوغاء منتقاة من قُصَّر يحاصرهم الجهل و الضياع !!

# لا يمكن لأي مسلم سليم العقيدة أن يذهب مع بيرام في عدائه المعلن لهذا الشعب الطيب ، إلا إذا كان في مهمة رسمية أو في رحلة شقاء تشرب دم أطفال غزة و تقتات على حقوق الشعب الصحراوي العظيم : "أنا مع مغربية الصحراء" ( هل تتذكرون قصة العصفور ، حين يقول للشجرة تماسكي و استعدي ، سأطير" !؟

على من يعتقدون أن التاريخ يمكن أن ينسى وقوفهم مع بيرام في حين تثور كل شوارع العالم بشتى دياناتها و مللها مع أطفال غزة ، أن يتذكروا كم كانوا صغارا أمام ربهم .. كم كانوا صغارا أمام شعبهم .. كم كانوا صغارا أمام أنفسهم !!؟

تذكروا جميعا أننا نعيش لحظة تسجيل مواقف ، سيكون لها حتما ما بعدها !!

تذكروا أننا وضعناكم جميعا أمام حقائق لا غبار عليها ، لن تغسلكم من إثم تجاوزها أي اعتذارات !!

تذكروا أن موريتانيا باقية و الحركة الصهيونية تلفظ أنفاسها الأخيرة و أنتم على السطر الأخير من أسفل بند في مسلسل اهتماماتها ..

تذكروا أنكم أغمضتم أعينكم عن كل الحقائق ، حين كنا نمارس واجبنا بأمانة في تزويدكم بما تحتاجون لتفادي الوقوع في مأزقهم !؟

و تذكروا .. تذكروا أننا نعي جيدا أنكم تعيشون لحظة ارتزاق لا تملكون لتبريرها غير فظاعة ماكيافلية الغاية و سفالة أنفسكم !!