رسالة مفتوحة؛ إلى خامة رئيس الجمهورية:
فخامة رئيس الجمهورية؛
يشرفنا نحن الناجحين في اللائحة التكميلية لمسابقة اكتتاب 100 أستاذ لصالح مؤسسات التعليم العالي، أن نرفع إلى مقامكم السامي هذا الطلب، راجين من فخامتكم التفضل باعتماد هذه اللائحة وإلحاقنا بالناجحين الأصليين، وذلك استنادًا إلى المعطيات التالية:
1. البعد الإنساني
تتضمن اللائحة بعض الدكاترة الذين تجاوزوا سن الاكتتاب، ما يجعلها فرصتهم الأخيرة للالتحاق بالوظيفة العمومية، وخسارتهم في هذه المرحلة تعني حرمان مؤسساتنا من خبراتهم، فضلًا عن انعكاس ذلك سلبيًا على أوضاعهم النفسية والاجتماعية. كما أن هذه اللائحة تشمل أبناء الوطن جميعًا بمختلف جهاتهم وأعراقهم، وهو ما يجعل اعتمادها تعبيرًا صادقًا عن العدالة الوطنية والإنصاف في توزيع الفرص، وترسيخًا لوحدة الصف والانسجام الاجتماعي الذي تنادون به فخامة الرئيس.
2. الاحتياجات الأكاديمية الملحّة
لقد أعلنتم، فخامة الرئيس، خلال لقائكم مع الطلاب في شهر رمضان، عن افتتاح جامعة نواذيبو ابتداءً من العام الجامعي 2025 – 2026، إلى جانب مؤسسات جديدة قيد التأسيس. ومن المعلوم أن هذه الانطلاقة تتطلب تعزيز الطواقم الأكاديمية والتربوية بشكل عاجل.
3. انطلاقة جامعة نواذيبو
صدر مرسوم إنشاء الجامعة بالفعل، وتم تعيين أغلب طاقمها الإداري، غير أن انطلاقها دون طاقم تدريسي سيجعلها انطلاقة ناقصة، بل قد يضر بشرعيتها الأكاديمية. فمن سيدرّس الطلبة؟ وكيف ستُشكَّل المجالس العلمية والتربوية والتأديبية؟ إن غياب الأساتذة يعطل الجامعة قبل ميلادها.
4. خطوات إدارية
لقد وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رسالة رسمية إلى معالي الوزير الأول، تحت الرقم 180 بتاريخ 22 نوفمبر 2025، أكدت فيها الحاجة الماسة إلى الكوادر البشرية الموجودة ضمن هذه اللائحة بالنسبة للمؤسسات القديمة، ولا شك أن هذه الحاجة أشد إلحاحًا بالنسبة لجامعة نواذيبو التي لا يوجد فيها حتى الآن أستاذ واحد رسمي.
5. في إطار متابعة الملف
سبق أن راسلنا معالي الوزير الأول بتاريخ 05/06/2025، وتأكد لنا أن ملفنا أحيل إلى المستشار المكلف بالتعليم لإعداد دراسة بشأنه. وقد أنجزت الدراسة بالفعل، وجاءت بتوصية إيجابية خلصت إلى جدوائية بل وضرورة اعتماد هذه اللائحة نظرًا للكفاءات العلمية التي تضمها.
6. الكفاءة والجدارة
إن هذه اللائحة ناتجة عن مسابقة وطنية أشرفت عليها اللجنة الوطنية للمسابقات؛ ومرت بثلاث مراحل كانت آخرها مرحلة المقابلة وتقييم قدرات المترشح في مجال التدريس واستخدام تقنيات التواصل في التعليم العالي ؛ وقد أفضت نتائج التقييم إلى جدارة جميع أعضاء اللائحة التكميلية وتصدرهم نتائج هذه المرحلةالهامة من المسابقة؛ مما يؤكد أهليتهم واحقيتهم في الالتحاق بالسلك الوظيفي لأساتذة التعليم العالي .
7. الجدوى الاقتصادية والعملية
إن اعتماد هذه اللائحة الجاهزة يوفر للدولة وقتًا وجهدًا وتكلفة مالية كبيرة مقارنة باللجوء إلى تنظيم مسابقة جديدة، بينما نحن على أتم الاستعداد للالتحاق الفوري بالمؤسسات الأكاديمية.
8. المساواة والإنصاف
لقد قامت الدولة مؤخرًا بترسيم 1800 من المتعاونين مع مؤسسات الإعلام العمومي، في حين أن اللائحة التكميلية لمسابقة الأساتذة تضم فقط 41 دكتورًا، جميعهم متعاونون مع مؤسسات التعليم العالي وتعتمد عليهم بشكل كبير في طواقمها التربوية. ومن باب المساواة بين أبناء الوطن والإنصاف في توزيع الفرص، فإن اعتماد هذه اللائحة وترسيم أفرادها أمر مبرر وضروري.
9. الانسجام مع رؤية الدولة
إن هذه المرحلة تمثل فرصة حقيقية لتمكين الشباب، كما أكدتم فخامة الرئيس، ونحن جزء من هذا الجيل المؤهل الذي يعوَّل عليه في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي الوطني.
وفي الختام؛
فخامة رئيس الجمهورية، إن ثقتنا في حكمتكم، وحرصكم الدائم على تمكين الشباب، ورؤيتكم الشمولية لبناء دولة عادلة وقوية، تجعلنا على يقين بأن طلبنا هذا سيحظى بعنايتكم السامية، خدمةً لمشروع التعليم العالي الوطني، وضمانًا لانطلاقة قوية وشرعية لمؤسساتنا الجامعية.
وتفضلوا، فخامة الرئيس، بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام..