عندما تفاقم الظلم والتنكيل ازدادت معاناة المظلومين واستمر العدو في أنواع الجرائم كالقتل والتدمير والتهجير والتجويع
فتعالت أصوات الضعفاء لتغيظ هذه الضمائر الحية ولو بعد حين،
فجاءت ملبية للنداء لأن الانسانية قيمة سامية تجمع البشر على اختلاف اعراقهم و أديانهم وثقافاتهم فهي الميزان الحقيقي الذي يقاس به رقي الأمم و المجتمعات.
ولعل خير دليل على ذلك هذه المبادرة الإنسانية السابقة لمثيلاتها، ففي أسطول الصمود توحدت الإرادات وتلاقت الأيادي من مختلف الجهات والجنسيات والأعراق والأديان لتعمل في اتجاه واحد يهدف إلى إنصاف المظلومين من هذا الشعب الأبي الذي أكد لكل شعوب العالم أنه مثال يحتذى في الشجاعة والصمود،
فجاء هذا الأسطول الشجاع المقدام بهذه المواقف النبيلة من أجل تحقيق العدالة و إنصاف المظلوم
فقد أثبت التاريخ أن الظلم لايهزم بالقوة الفردية وحدها بل بالتضامن الجماعي الذي يشكل قوة ضغط قادرة على التغير،
و لأنّ الإنسانية قيمة سامية تجمع البشر رغم اختلاف أعراقهم وأديانهم فقد شكل هذا الاتحاد صفا واحدا في وجه الظلم المتزايد ضد شعب بأكمله.
فالصمت في مواجهة الباطل باطل
فهنيئا لهولاء الأبطال الذين يجمعهم هذا الأسطول الشجاع الذي يسير بخطى ثابتة مرفوع الرأس يتباهى أمام الجبناء ولا يزيده التهديد من طرف العدو الغاشم إلا قوة وإصرارا على تحقيق هدفه المنشود و إتمام مهمته النبيلة وسيكتب له التاريخ كل خطوة خطاها بماء الذهب.
ولعله سيرسم للعالم لوحة إنسانية بهية في الشكل والمضمون تتزين باختلاف ألوانها لتكسو البحر حلة مرصعة بالإيثار والتضحية.
فكل القيم الدينية تدعو إلى نصرة المظلوم
والقوانين الدولية تسعى إلى حماية الحقوق
ولعل أسطول الصمود سيفتح أبواب الأمل أمام هذا الشعب الشجاع المحاصر ظلما وعدوانا.
الإعلامية /تبيية أحمد