إلى أين تتجه إحتجاجات المغرب ؟

تتواصل موجة الاحتجاجات في عدد من المدن المغربية على خلفية وفاة ثماني نساء في مستشفى الحسن الثاني بأكادير إثر عمليات قيصرية، في حادثة فجّرت غضباً شعبياً واسعاً تجاه أوضاع القطاع الصحي وتردّي الخدمات العمومية.

ورغم تحرّك وزير الصحة أمين التهراوي بإعفاء عدد من المسؤولين وزيارة ميدانية للمستشفى، إلا أن الاحتجاجات اتسعت لتشمل مدناً كبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، مراكش، تطوان، وجدة، وتمارة، رافعةً شعارات تطالب بالحق في الصحة والتعليم والعمل الكريم.

ويقود التحركات شباب أطلقوا على أنفسهم اسم "جيل زد 212"، يعبّرون عن رفضهم لما يصفونه بـ"أولويات حكومية مشوّهة"، منتقدين إنفاقاً ضخماً على مشاريع ترفيهية مقابل إهمال القطاعات الحيوية، رافعين شعارات من قبيل: "لا نريد ملاعب.. نريد مستشفيات" و*"الصحة أولاً قبل كل شيء"*.

وتشير تقديرات رسمية إلى أن المغرب يعاني من عجز يفوق 32 ألف طبيب و65 ألف مهني صحي، وسط استمرار هجرة الأطر الطبية إلى الخارج، ما ساهم في تدهور جودة الخدمات وغياب التخصصات، خصوصاً في المناطق القروية والنائية.

ورغم سلمية أغلب الوقفات، شهدت بعض المدن مناوشات محدودة بين المحتجين وقوات الأمن، وسط دعوات حقوقية للحوار وتجنب المقاربة الأمنية. في المقابل، لم تعلن الحكومة عن خطة شاملة واضحة لمعالجة الأسباب العميقة للأزمة.

وفي ظل هذا التصعيد الشعبي، يبقى السؤال: هل تتجه هذه الاحتجاجات نحو حركة اجتماعية أوسع، أم ستُقابل بإجراءات لاحتوائها وتصحيح الوضع.