شهدت كرة القدم الموريتانية تطورًا لافتًا في السنوات الأخيرة، بفضل الرؤية الاستراتيجية لرئيس الاتحادية أحمد ولد يحيى، الذي أجمع المراقبون على دوره البارز في الارتقاء باللعبة، سواء من خلال تعزيز العلاقات مع الفيفا أو تأسيس أكاديمية وطنية لرعاية البراعم والناشئين، إلى جانب تحسين تنظيم البطولات المحلية.
ورغم هذه الإنجازات، فإن خروج المنتخب الوطني "المرابطون" من المنافسات القارية، خاصة كأس أمم إفريقيا، أثار الكثير من التساؤلات، خصوصًا بعد حضوره اللافت في النسخ الماضية. ويعزو متابعون هذا التراجع إلى حالة من التشتت داخل صفوف الفريق، نتيجة غياب مدرب قادر على توحيد الصفوف، إضافة إلى ضعف المتابعة الفنية من الاتحادية، التي انشغلت في الآونة الأخيرة بملفات خارجية، وعلى رأسها انشغال رئيسها بمنصبه في الفيفا، على حساب المتابعة المباشرة لشؤون المنتخب الوطني.
ورغم الدور الكبير الذي لعبه ولد يحيى في وضع أسس إدارية صلبة وبناء شبكة علاقات دولية هامة، يرى كثيرون أن إدارة كرة القدم لا يمكن أن تُحمّل على عاتق شخص واحد، مهما كانت كفاءته، وأن المرحلة القادمة تتطلب إعادة ترتيب الأولويات داخل الاتحادية.
وفي هذا السياق، ترتفع الأصوات الداعية إلى فسح المجال أمام رؤى جديدة وقيادات شابة لتولي دفة الاتحادية، انسجامًا مع مبدأ التداول الديمقراطي، الذي يُعدّ سنة طبيعية في العمل المؤسسي، كما حدث في تجارب ناجحة حول العالم، حيث تعاقب على قيادة الاتحاديات الرياضية عدد من الكفاءات، فنجح البعض وأخفق آخرون، لكنها جميعًا تجارب أثرت المسار العام وأتاحت فرصًا للتطور والتجديد.
ويراهن الشارع الرياضي الموريتاني اليوم على وعي الأسرة الكروية بضرورة الموازنة بين الحفاظ على المكتسبات وفتح آفاق جديدة تعيد "المرابطون" إلى سكة النجاح القاري والدولي .