الدارك ويب.. عالم خفي وراء الإنترنت التقليدي يكشف عن تجارة غير مشروعة

في زوايا الإنترنت المظلمة، حيث لا تصل محركات البحث التقليدية، يختبئ "الدارك ويب" أو ما يُعرف بـ"الويب المظلم" – شبكة خفية لا يمكن الوصول إليها من خلال المتصفحات العادية، وتتطلب أدوات وتقنيات خاصة للدخول، أبرزها متصفح "تور" (Tor) الذي يوفّر مستوى عالٍ من إخفاء الهوية والخصوصية.

وتعتمد آلية الدخول إلى هذا العالم الرقمي الخفي على تحميل متصفح "Tor"، والذي يقوم بتوجيه اتصال المستخدم عبر عدة خوادم عشوائية في أنحاء العالم، مما يجعل تعقّب هويته أمرًا بالغ الصعوبة. بعد الدخول، يُستخدم ما يُعرف بـ"روابط onion" للوصول إلى مواقع وخدمات داخل هذا الفضاء.

ويزخر الدارك ويب بنشاطات تجارية غير قانونية، تشمل:

  • تجارة المخدرات: عبر أسواق إلكترونية سرية تشبه مواقع التجارة العادية، ولكنها تعتمد العملات المشفّرة مثل "بيتكوين" لضمان السرية.
  • بيع الأسلحة: من الأسلحة النارية إلى المتفجرات، كل شيء متاح مقابل المال الرقمي.
  • تهريب البيانات: من بطاقات ائتمان مسروقة إلى قواعد بيانات حساسة تُعرض للبيع.
  • خدمات القرصنة: تتراوح من اختراق الحسابات الشخصية إلى استهداف مواقع حكومية.
  • الاتجار بالبشر والممنوعات: وهي من أخطر ما يتداوله هذا الفضاء وتخضع لملاحقات دولية.

تقارير إعلامية دولية كشفت عن نشاطات مروعة على شبكة "الدارك ويب"، حيث يُزعم أن بعض الأثرياء يدفعون مبالغ ضخمة مقابل مشاهدة مقاطع تُظهر تعذيب أشخاص في بث مباشر. وأوضحت المصادر أن هذه الجرائم تُدار عبر شبكات سرية يصعب تتبعها، فيما تواصل الجهات الأمنية في عدة دول تحقيقاتها لتعقب المتورطين وملاحقة القائمين على هذه الممارسات غير الإنسانية

ورغم استخدام البعض للدارك ويب لأغراض مشروعة مثل تجاوز الرقابة في دول القمع السياسي، إلا أن الغالبية العظمى من نشاطاته تظل مرتبطة بالجريمة الإلكترونية، مما يجعله ساحة مراقبة وتحقيق من قبل أجهزة الأمن حول العالم.