محمد سيدي عبدالله يكتب: كفى ..كفى

يؤسفني تسابق الأطر والمنتخبين إلى سكان القرى والأرياف، لإخطارهم بأن المشاريع المتعلقة بشبكات المياه أو الزراعة أو التعليم أو الصحة أو الدفع النقدي ستُنَفَّذ قريبا، وأنه لولا سعيهم ومتابعاتهم لما تمت برمجتها أصلا!
يؤسفني حرص الأطر والمنتخبين على تلميع صورهم على حساب برنامج انتخابي تعهّد به رئيس الجمهورية، وتعمل الحكومة على تنفيذه من خلال رصد الحاجات وتحديد الأولويات.
هؤلاء الأطر والمنتخبون يميتون روح الولاء للوطن في نفوس المواطنين، ويُذكون الولاء للأشخاص. هؤلاء يفتحون الفجوات بين المواطن والرئيس من حيث لا يشعرون، ويوسّعون الهوّة بين الإنجاز والمُنجِز، وهم الذين أفقدوا الإدارة ثقتها، والتنمية المحلية مغزاها، واللامركزية معناها، وهم الذين يُضلّلون المواطن ويفشون ثقافة التلفيق والتلميع!
هؤلاء اليوم يقدّمون أنفسهم كما لو كانوا خلف نجاح زيارة فخامة الرئيس، وكأن السكان لن يحتفوا بمقدمه إن لم يحضر فلان أو علّان!
والحقيقة أن المواطنين سيحتفون بالرئيس لأنه بثّ العدل والأمان، ولأنه أنشأ قطاعات حكومية ونفّذ مشاريع تنموية تستهدف تحقيق آمالهم وتحسين أوضاعهم، ولأنه – ببساطة – يستحق الاحتفاء.
أما أولئك الذين يصرفون أفعال «وصل» و«اجتمع» و«خاطب» ليضيفوا لأنفسهم نجاح زيارة الرئيس، فهم أعلم الناس بأن المواطنين ما كانوا ليتحلّقوا حولهم لولا أنهم نالوا ثقةَ الرئيس.
فأوقفوا الخداع، من فضلكم.