غزواني يوجه خطاب الاستقلال: إطلاق أوسع عملية اكتتاب وزيادات هامة في الرواتب

وجّه رئيس الجمهورية، مساء اليوم، خطابًا إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال الوطني، حيّى فيه الشعب الموريتاني داخل البلاد وخارجها، مستحضرًا تضحيات رجال المقاومة وشهداء القوات المسلحة وقوات الأمن.

وأكد الرئيس أن الثامن والعشرين من نوفمبر يمثل ميلاد الدولة الحديثة وتحديًا كبيرًا لبناء مؤسسات قوية وتحقيق تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية عميقة، مشيرًا إلى أن حكومته ركّزت، منذ توليه السلطة، على إصلاح الخدمات والبنى التحتية، وتحسين ظروف المواطنين، وتعزيز الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية والحكامة الرشيدة.

وجدد الرئيس حرصه على إطلاق حوار وطني شامل “لا يستثني أحدًا ولا موضوعًا”، موضحًا أن ظروف البلاد السياسية والاقتصادية مهيأة له، وأن تقرير المرحلة التحضيرية سيعرض قريبًا على مختلف الأطراف لإبداء ملاحظاتهم.

وأعلن الرئيس عن نتائج معتبرة تحققت خلال السنة الأولى من مأموريته الثانية، خصوصًا في مجالات محاربة الفقر والهشاشة، وزيادة الإنفاق الاجتماعي، واستمرار تحمل الدولة لتكاليف التأمين الصحي لـ100 ألف أسرة فقيرة، ومواصلة التحويلات النقدية لـ140 ألف أسرة.

كما استعرض تقدمًا واسعًا في قطاعات التعليم، حيث تم بناء وتجهيز آلاف الفصول الدراسية وتعزيز الطواقم التدريسية، إضافة إلى افتتاح مؤسسات جامعية جديدة وإطلاق مشاريع كبرى في التعليم الفني والتكوين المهني.

وفي قطاعي الماء والكهرباء، أعلن الرئيس عن تقدم مشاريع استراتيجية لرفع الإنتاج وزيادة التغطية في المدن والقرى، بما في ذلك محطات جديدة وخطوط كهرباء عالية الجهد، إلى جانب مشاريع كبرى للمياه مثل توسعة آفطوط الساحلي ومشروع اديني.

وفي مجال البنية الطرقية، كشف عن بناء وترميم نحو 1000 كلم من الطرق، مع انطلاق مشاريع جديدة تتجاوز 1500 كلم، إضافة إلى اكتمال جسر الصداقة في نواكشوط.

وفي القطاع الصحي، أعلن عن استكمال أو تقدم أعمال بناء وتجهيز عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، بما في ذلك المستشفى الجامعي الملك سلمان والمستشفيات الجهوية الجديدة.

كما أكد أن الاقتصاد الوطني يواصل نموه بمعدل متوقع يبلغ 4.5% سنة 2025، مع بقاء التضخم تحت 2%، وتراجع نسبة الدين العام، بفضل إصلاحات هيكلية شجعت الاستثمار وعززت القطاعات الإنتاجية.

وفي سياق محاربة الفساد، شدد الرئيس على اعتماد قوانين جديدة وتعزيز الرقابة، مؤكدًا أن مكافحة الفساد يجب أن تكون “جهدًا مؤسسيًا ومجتمعيًا في الوقت نفسه”.

وأعلن الرئيس عن إطلاق أوسع عملية اكتتاب في تاريخ البلاد لقرابة 3000 شاب في قطاعات التعليم والصحة والقضاء والهندسة والجمارك وغيرها، بالإضافة إلى زيادة رواتب المدرسين وأفراد القوات المسلحة وقوات الأمن بـ 10 آلاف أوقية قديمة ابتداء من يناير 2026، وزيادة علاوة الطبشور بـ 20 ألف أوقية قديمة.

واختتم الرئيس خطابه بدعوة المواطنين إلى جعل رابطة المواطنة أساس العلاقة بينهم وبين الدولة، مؤكّدًا التزامه بمنع أي روابط قبلية أو فئوية من التأثير على قوة الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية.