أكد فخامة رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الإفريقي السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الثلاثاء خلال كلمته في أعمال الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 29)، أن حدة التغيرات المناخية، بفعل الارتفاع المطرد في حرارة الكوكب، تهدد استمرارية الحياة البشرية، واستمرارية الحياة على عموم الكرة الأرضية.
ودعا رئيس الجمهورية الجميع إلى ضرورة تحمل المسؤولية التاريخية بخصوص ضرورة التحرك بسرعة، لتدارك الوضع قبل فوات الأوان، مضيفا أن موريتانيا على الرغم من مساهمتها الهامشية (%0.02) في الانبعاثات الحرارية، تعيش يوميا الآثار المدمرة لهذا التغير المناخي عبر تنامي ظاهرة التصحر والفيضانات وانعكاساتها السلبية العميقة التي تضر بأنسجتها الاجتماعية وتهدد أمنها الغذائي وتعيق تنميتها الاقتصادية، واعتبارا لذلك بذلت، جهودا كبيرة، في التقيد بمقتضيات اتفاق باريس وذلك من خلال مكافحة التصحر عبر مبادرة السور الأخضر الكبير، والمساهمة النشطة في لجنة المناخ لمنطقة الساحل، واعتماد ميثاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي أطلقتها المملكة العربية السعودية الشقيقة، مبينا أن بلادنا قد اتخذت كذلك إجراءات قوية في سبيل الحد من الانبعاثات الحرارية من قبيل فرض ضريبة على منتجيها داخل البلاد والاستثمار في زيادة مساحات المحميات البحرية والساحلية والقارية واستعادة الأراضي المتدهورة.
وقال رئيس الجمهورية إن موريتانيا بذلت جهودا كبيرة في سبيل استغلال مخزونها الطاقوي المتجدد، الذي يفوق 4000 جيغاوات بما يتيح لها إنتاج الهيدروجين الأخضر وزيادة حصة الطاقات المتجددة في مجمل استهلاكها الطاقوي، والتي وصلت إلى 48 % هذه السنة مع التخطيط للوصول إلى نسبة 60 % سنة 2030، مجددا الدعوة للمؤسسات المالية والشركات المهتمة بدعم بلادنا في هذا التوجه.
وأكد رئيس الجمهورية، أن القارة الافريقية كاتحاد وكدول تبذل جهودا كبيرة في سبيل الحد التدريجي من الاحتباس الحراري على الرغم من ضآلة إسهامها فيه، و تتوسع في استخدام الطاقات المتجددة، وهو مايستوجب دعمها بقوة في مجال تعزيز القدرة على التكيف والصمود في وجه الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية، مضيفا أنه لا بد من تعزيز التعاون والتضامن الدوليين وتعبئة تمويلات تكون على قدر التحدي مع مراعاة أولويات الدول الأقل نموا خاصة في القارةالافريقية.
وعبر رئيس الجمهورية عن تمنياته في أن تسهم مخرجات قمة الكوب 29 في تعزيز وتنفيذ ما أعلن عنه في الدورة السابقة، وفي تسريع تعبئة الموارد الضرورية لضمان فعالية الجهود المشتركة في مواجهة مختلف التحديات المناخية.