أطلقت الصين مشروعًا يعد الأضخم في تاريخ البشرية لنقل المياه، بتكلفة تُقدّر بأكثر من 70 مليار دولار. يُعرف المشروع باسم "مشروع تحويل المياه من الجنوب إلى الشمال" (South–North Water Transfer Project)، ويهدف إلى نقل المياه من الأنهار الغنية في جنوب الصين إلى المناطق الشمالية الجافة، بما في ذلك العاصمة بكين.
خلفية المشروع
تواجه الصين خللاً جغرافيًا كبيرًا في توزيع الموارد المائية، حيث يمتلك جنوب البلاد 80% من الموارد المائية بينما يعيش نحو نصف السكان في الشمال، حيث الزراعة والصناعة والتمدن المتسارع، مما أدى إلى أزمة مائية خانقة. ولهذا جاء المشروع كحل استراتيجي طويل الأمد.
تفاصيل المشروع
- الاسم الرسمي: مشروع تحويل المياه من الجنوب إلى الشمال
- التكلفة الإجمالية: أكثر من 70 مليار دولار
- مدة التنفيذ: بدأ في 2002 ومن المتوقع أن يكتمل بالكامل بحلول 2050
- الجهات المنفذة: الحكومة الصينية بإشراف مباشر من مجلس الدولة
- السعة السنوية المتوقعة: نقل ما يصل إلى 44.8 مليار متر مكعب من المياه سنويًا
- المسارات الرئيسية:
- المسار الشرقي: يربط نهر اليانغتسي بنهر هواي، يخدم مناطق صناعية كبرى.
- المسار الأوسط: يغذي العاصمة بكين ومدينة تيانجين، وتم تشغيله عام 2014.
- المسار الغربي (قيد الدراسة): سيربط منابع الأنهار في التبت بشمال غرب الصين.
الأهداف الأساسية
- حل أزمة المياه في الشمال الصيني، خصوصًا في بكين وتيانجين وخبي.
- دعم التنمية الاقتصادية في المناطق الشمالية ذات الكثافة السكانية العالية.
- تحسين الأمن المائي ومواجهة آثار التغير المناخي.
- تقليل الاعتماد على المياه الجوفية المتدهورة في الشمال.
الآثار والتحديات
الآثار الإيجابية:
- تحسين الأمن المائي لعشرات الملايين من السكان.
- دعم الزراعة والصناعة.
- تقليل الهجرة البيئية من المناطق الجافة.
التحديات والمخاوف:
- أثر بيئي كبير على مجاري الأنهار في الجنوب.
- نقل مئات الآلاف من السكان من مسارات المشروع.
- صعوبات هندسية ولوجستية نتيجة التضاريس المعقدة.
- خطر التلوث خلال النقل الطويل للمياه.
خاتمة
يُعد مشروع نقل المياه من الجنوب إلى الشمال مبادرة طموحة تُجسد رؤية الصين طويلة الأمد في معالجة تحدياتها البيئية والمائية. وعلى الرغم من التحديات، فإن هذا المشروع العملاق قد يصبح نموذجًا عالميًا لإدارة المياه في ظل أزمة مناخية عالمية متفاقمة.
مشروع تحويل المياه من الجنوب إلى الشمال في الصين لم يكتمل بعد بشكل نهائي، وإنما يُنفذ على مراحل، بعضها اكتمل وبعضها لا يزال قيد الإنشاء أو التخطيط.
ووفقاً لتقارير أكاديمية (مثل جامعة أوكلاهوما)، من المخطط أن يُكتمل المشروع بكامله – بما في ذلك المسار الغربي – تقريبًا بحلول 2050
