قدّم الكاتب والصحفي السيد حافظ مجموعة من الاعترافات الشخصية التي توثق محطات إنسانية ومهنية من فترة عمله في الكويت بين عامي 1976 و1986، كاشفًا عن أبعاد عميقة للحنين إلى الوطن، والالتزام الأخلاقي، وتعقيدات العمل الصحفي في تلك المرحلة.
وتناول حافظ في اعترافاته لحظات شديدة الخصوصية، من بينها تأثره العاطفي بمشاهد من فيلم «أفواه وأرانب» أثناء غربته، حيث استحضر الوطن عبر الصور والأغاني، في تعبير صادق عن معاناة الاغتراب والارتباط الوجداني بالهوية.
كما استعرض موقفًا مهنيًا اتسم بالشجاعة، حين دافع علنًا عن المفكر محمد الرميحي بعد تعرضه لعقوبة سحب جواز السفر بسبب آرائه، رغم تحذيرات رسمية بإمكانية فقدانه عمله، مؤكدًا تمسكه بحرية الرأي والتضامن مع الأصدقاء.
وفي سياق آخر، كشف الكاتب عن مظاهر فساد يومي داخل بعض أقسام الصحافة، من خلال قصة الهدايا التي كانت تُطلب مقابل نشر أخبار اجتماعية، مسلطًا الضوء على محاولاته الحفاظ على نزاهته المهنية وسط واقع معقد.
وتعكس هذه الاعترافات، بحسب قراءات نقدية، شهادة إنسانية ومهنية على حقبة مهمة من تاريخ الصحافة العربية، وتبرز صورة الكاتب في المنفى بين الحنين والمبدأ والوعي بتناقضات الواقع.
اعترافات كاتب صحفي: حنين المنفى وشجاعة الموقف ونزاهة المهنة
