كشفت دراسات علمية حديثة عن تطورات مهمة في فهم ظاهرة "الاقتراب من الموت"، وهي التجارب التي يرويها بعض الأشخاص بعد المرور بحالات حرجة أو توقف مؤقت في وظائف القلب والدماغ.
وأظهرت مراجعة شاملة لما يقارب 775 دراسة منشورة بين عامي 1977 و2025 أن هذه الظاهرة لا تزال تفتقر إلى تفسير علمي موحّد، حيث تتوزع الأبحاث بين مقاربات طبية تركز على نشاط الدماغ، وأخرى نفسية واجتماعية تبرز أثرها في تغيير حياة الأفراد ومواقفهم تجاه الموت.
كما أوضحت دراسات جديدة أن هذه التجارب قد ترتبط باستجابات عصبية تطورية تهدف إلى حماية الدماغ عند مواجهة أخطار قصوى، بينما سجّل علماء آخرون نشاطًا دماغيًا مفاجئًا بعد الوفاة الإكلينيكية، ما أثار جدلًا واسعًا بين من يراه دليلًا على وجود "الروح" ومن يعتبره مجرد تفريغ عصبي أخير.
وتشير أبحاث ميدانية إلى أن الناجين من هذه التجارب غالبًا ما يخرجون منها بتغيّرات جذرية في حياتهم، مثل تعزيز الإيمان، وانخفاض الخوف من الموت، وزيادة التعاطف والارتباط بالجانب الروحي.
هذه النتائج، وفق الخبراء، تفتح الباب أمام نقاش علمي وفلسفي متجدد حول طبيعة الوعي الإنساني وحدود التجربة البشرية بين الحياة والموت.