أكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمـد ولد الشيخ الغزواني، في كلمته صباح اليوم في فعاليات الدورة 38 لمؤتمر رؤساء الدول وحكومات الاتحاد الإفريقي، التي افتتح أعمالها صباح اليوم في أديس ابابا، أنه عمل طِوالَ فترةِ رئاسته للاتحاد الإفريقي ، باحترام تام لنظم الاتحاد ولتناسق وتناغم مؤسساته وكذلك في انسجام كلي مع المفوضية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية، على مواصلة وتعزيز جهود السلام وحل النزاعات بالطرق التفاوضية السلمية.
وأضاف فخامة رئيس الجمهورية أنه أولى بالغ العناية للأجندة التنموية طوال مأموريته، وسعى بشكل مستمر لحشد المزيد من التمويلات لتلبية الحاجات التنموية القارية المتعاظمة، وذلك من خلال التنظيم والمشاركة في العديد من القمم.
وقال فخامة رئيس الجمهورية، إنه تم تنظيم قمة نيروبي في إبريل 2024، لدعم دورة التمويل الحادية والعشرين للمؤسسة الدولية للتنمية، وتم تعزيز عملية الدعم هذه مع صاحب الفخامة الحسن واتارا أثناء القمة الاقتصادية رفيعة المستوى، التي انعقدت بأبيدجان أكتوبر 2024 ومَثلت لحظة هامة في عملية التجديد الحادي والعشرين لموارد هذه المؤسسة، مضيفا أن جهود الدعم والمناصرة هذه أسفرت عن تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية بمستوى غير مسبوق وصل 100 مليار دولار.
وأضاف فخامة رئيس الجمهورية، أن ترأسه للاتحاد الأفريقي شهد زيادة كبيرة في الأموال الكورية الموجهة نحو المساعدة الإنمائية في أفريقيا ، بعد المشاركة في القمة الأفريقية - الكورية، حيث ارتفع حجمها من 5.5 مليار دولار إلى 10 مليار دولار علاوة على مبلغ 14 مليار دولار مخصصة لتمويل الصادرات، دعما للشركات المستثمرة في القارة. ينضاف لذلك ما أسفرت عنه النسخة الرابعة من قمة التعاون الصيني - الإفريقي على مستوى الرؤساء، من إعلان تخصيص جمهورية الصين الشعبية 50 مليار دولار لدفع عجلة التنمية في القارة، مضيفا أنه حرص خلال المشاركة في قمة مجموعة السبع بإيطاليا، في يونيو، وقمة مجموعة ابريكس في روسيا الاتحادية أكتوبر 2024، وقمة مجموعة العشرين G20في البرازيل نوفمبر 2024، وغيرها من المحافل الأخرى،على تأكيد ضرورة حل مشكل المديونية التي تعيق بقوة الجهود التنموية، للقارة، وعلى مراجعة نظام المساعدة العمومية الإنمائية، القائم، لقصوره عن تحقيق الأهداف المبتغاة منه، مطالبين باستحداث ميثاق جديد لتمويل التنمية، يكون أكثرَ مرونةً واستدامةً ويضمن للدول الأقل نموا نفاذا سلسا، ومنصفا لتمويلات تناسب أولوياتها.
ودعا فخامة رئيس الجمهورية هذه القمة لاعتماد إعلان نواكشوط بما يرسمه من آفاق لتعليم يكون دعامة تنموية مستدامة، ورافدا قويا للأمن والاستقرار وخلق فرص العمل الملائمة، تقليصا لدوائر البطالة، والفقر، والهشاشة، كما أوصى القمة بتبني إعلان كامبالا بمكونتيه: الاستراتيجية، وخطة العمل، وكذلك إعلان نيروبي بشأن الأسمدة وصحة التُربة لصالح الإنتاج الغذائي المستدام، وتحفيز الاستثمار وبناء زراعة صناعية.
وقال رئيس الجمهورية إن تحقيق أهداف خطة العمل الثانية لتنفيذ أجندة 2063، يرتبط كثيرا بقوة وعمق التنسيق ما بين الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية، وهو ما جعله يركز خلال اجتماع التنسيق نصف السنوي بآكرا،يوليو 2024، على ضرورة دمج الخطط الوطنية في البرامج القارية توطيدا لتكامل القارة وتعزيزا لوحدة صوتها دوليا، مؤكدا أنه دافع في كل المحافل، عن حق القارة في التمثيل المناسب في مجلس الأمن وفي المؤسسات المالية المتعددة الأطراف، وعن ضرورة إعادة صياغة قواعد الحكامة الدولية، وتعزيز التعاون المتعدد الأطراف، وقد لاقت جهود المناصرةِ هذه أصداء إيجابية والتزامات صريحة بالعمل بمقتضاها في مختلف القمم والمؤتمرات.