إن المجزرة البشعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بمدرسة التابعين في غزة الجريحة، لهي دليل ساطع وشاهد صارخ على فظاعة الوحشية الصهيونية، هذه الأيديولوجيا العدمية التي تقوم على أربعة أضلاع هي العنصرية والعنف وسفك الدماء والاحتلال.
ولكن هيهات، فلم تكن هذه المجزرة الأولى ولن تكون الأخيرة في سجل الإجرام الصهيوني المتجاسر على تجاوز كل الخطوط الحمراء، في ظل الصمت العربي والإسلامي والعالمي الآثم.
إنها مجزرة أخرى تذكر الأجيال الجديدة بالمذابح الدموية للصهيونية ورعاتها من القوى الإستعمارية الغربية خلال القرن العشرين، على امتداد الوطن العربي، في دير ياسين، وفي صبرا وشاتيلا، مرورا بمذابح الجزائر وبيروت، وفي ملجئ العامرية بالعراق ، وفي باب العزيزية بليبيا.
إننا في حزب الإصلاح، ونحن نتابع التفرج الوقح للنظام الرسمي العالمي على الإبادة الممنهجة طيلة ثلاثمائة يوم لأشقائنا الفلسطنيين في غزة الصامدة، غزة المجاهدة، غزة العظيمة التي أبان مجاهدوها قوة يقينهم في الوعد الحق وزيف القوانين الدولية، لنستهض القوى الحية لشعوب العالم الحرة ممن لهم قيم إنسانية وكرامة وضمير، من أجل مواصلة وتكثيف الضغوط الشعبية والاعلامية، من أجل وقف المجازر اليومية في غزة الجريحة وفي عموم فلسطين المحتلة، وإيجاد حلول لمعالجة المرضى والجرحى وإدخال الدواء والغذاء إلى أهلنا في غزة بأسرع وقت.
وليخسأ العدو الإسرائيلي المترنح، لأن الواقع والتاريخ سيظلان له بالمرصاد.. فلم تزد المذابح والمجازر -في أي يوم من الأيام- قوى الإيمان و النضال والجهاد إلا صبرا واحتسابا وقوة وتضحية، واستبسالا في سبيل تحرير الأرض والمقدسات وتحقيق النصر المؤزر على قوى العدوان والإحتلال الآئل إلى زوال بإذن الله.
كفى تقتيلا.. كفي تشريدا... كفى تجويعا.. يا أشرار العالم..
الحرية لغزة العظيمة.. والنصر لمجاهديها الشجعان..
عاشت فلسطين حرة مستقلة..
والمجد والخلود للشهداء!