استقبل قائد الثورة الإسلامية المرشد الإيراني الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم السبت، رؤساء السلطات، وكبار المسؤولين في الأجهزة العسكرية والمدنية المختلفة، والمسؤولين السابقين والنشطاء الاجتماعيين والثقافيين.
ويعد لقاء المسؤولين الرمضاني من أهم اللقاءات السنوية لقائد الثورة، حيث يتم عادةً في هذه اللقاءات طرح المسائل المهمة، والسياسات العامة، ورسم وتوضيح خريطة طريق نظام الجمهورية الإسلامية.
ومن أهم النقاط التي جاءت في تصريحات قائد الثورة ما يلي:
- أشكر السيد الدكتور بزشكيان، الرئيس المحترم على تصريحاته. لقد أدلى بتصريحات واسعة وجيدة ومفيدة. ما يلفت انتباهي، وقد قلته له عدة مرات، هو الدافع الموجود عنده. إن هذا الدافع وهذا الشعور قيمان للغاية؛ إن قوله: "إننا نستطيع، سوف نفعل ذلك بالتأكيد، سوف ننجح، نتوكل على الله، لن نعتمد على أحد غير الله"، هذا الموقف ثمين جداً فيهم، وبإذن الله، وبعون الله، سوف يتمكنون من القيام بذلك. وأتمنى إن شاء الله في المستقبل غير البعيد أن يقفوا أمام الجموع ويبشروا الناس بأن هذه المطالب العظيمة سوف تتحقق، ويسعدهم ذلك.
- لا يمكننا أن نتبع أسس الحضارة المادية الغربية في مختلف قضايانا السياسية والاقتصادية وغيرها. من المؤكد أن الحضارة الغربية لها مزاياها؛ لا شك في هذا. علينا أن نتعلم كيف نستخدم كل ميزة، في أي مكان في العالم، في الغرب والشرق، في القريب والبعيد، أينما كانت هناك ميزة، يجب علينا أن نفعل ذلك. لا شك في هذا. ولكننا لا نستطيع أن نعتمد على أسس تلك الحضارة؛ فأسس تلك الحضارة هي أسس زائفة. وهذا يتعارض مع مبادئ الإسلام. إن قيم تلك الحضارة هي قيم مختلفة. فكما ترون، قانونياً واجتماعياً وإعلامياً، فإنهم يحققون بسهولة أشياء أنتم كمسلمين ومطلعين على القرآن تخجلون حتى من التفكير فيها. لذلك ينبغي لنا ألا نقع في فخ " فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ".
- إصرار بعض الدول المتغطرسة على التفاوض ليس لحل القضايا، بل لفرض سلطتها وإملاء توقعاتها. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تقبل بتاتًا توقعاتهم.
- المعايير المزدوجة في الغرب تُشكل فضيحة حقيقية للحضارة الغربية؛ وهي تفضح مزاعمهم. إنهم يدّعون حرية تداول المعلومات. فهل هذا صحيح حقًا؟ هل هناك حرية تداول المعلومات في الغرب اليوم؟
- هل يمكنك في المنصات الافتراضية التابعة للغرب أن تذكر اسم الحاج قاسم أو السيد حسن نصر الله أو الشهيد هنية؟ هل يمكنك الاعتراض على الجرائم التي تُرتكب في فلسطين ولبنان وأماكن أخرى؟ هل يمكنك إنكار الرواية المزعومة حول أحداث ألمانيا الهتلرية ضد اليهود؟
- هذه هي حرية تداول المعلومات لديهم! هذه الحضارة اليوم كشفت عن حقيقتها وباطنها.
- ادعاءات الأوروبيين بشأن عدم التزام إيران بتعهداتها ادعاءات باطلة، للوقاحة أيضًا حدود!
تفاصيل اللقاء
وفي بيان توصياته الرمضانية بشأن الغفلة الذاتية والاجتماعية وآثارها، وصف قائد الثورة الإسلامية، إصلاح الوضع الاقتصادي وتحسين معيشة الناس بأمر بالغ الأهمية. كما أشار إلى العديد من الحلول والقدرات التي لا علاقة لها بالعقوبات، مشدداً على ضرورة العمل على تعزيز انسجام وتعاون السلطات كافة، وتحسين النظام النقدي، وحماية العملة الوطنية، ودعم الإنتاج والاستثمار، وتسريع اتخاذ القرارات وتنفيذ المشاريع، وتجنب التردد في اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى مكافحة التهريب بشكل جاد، وجعل هذه الأهداف أولوية لجميع المسؤولين والهيئات الحكومية.
في بداية اللقاء، أشار آية الله الخامنئي إلى حضور الشهيد رئيسي في جلسة العام الماضي مع مسؤولي النظام، قائلًا: "ذلك الشهيد الآن يتمتع بعطف ورحمة الله كجزء من جزاء جهوده وخدماته، وكل المسؤولين إذا نظروا إلى مسؤولياتهم كفرصة مؤقتة للخدمة، سيحظون بنفس العطف والرحمة."
كما عبّر قائد الثورة عن شكره لكلمات رئيس الجمهورية الجيدة والمفيدة، واعتبر دافع المسؤولية الذي يتحلى به ذا قيمة كبيرة، مضيفًا: "تأكيد السيد بزشكيان على الثقة بالله وقدرة الإنسان على إنجاز الأعمال الكبيرة هو أمر هام للغاية، وإن شاء الله سيبشّر الرئيس في وقت قريب الشعب بمشاريع كبيرة كان قد أشار إليها في هذا اللقاء، مما سيجلب السعادة للأمة."
أما بشأن شهر رمضان المبارك، فقد اعتبره آية الله الخامنئي شهر الذكر، بينما وصف القرآن الكريم بأنه كتاب الذكر، مشيرًا إلى أن الذكر هو ضد الغفلة والنسيان، مؤكداً أن غفلة الإنسان عن نفسه أو عن الله هي خسارة فادحة لا يمكن تعويضها.
وأشار قائد الثورة إلى الآيات القرآنية التي تتحدث عن آثار غفلة الإنسان عن الله، قائلًا: "إذا نسي الإنسان الله، فإن الله ينساه أيضًا، أي يخرجه من دائرة رحمته وهدايته، ويتركه بلا اهتمام ليواجه مصيره بمفرده."
واعتبر آية الله الخامنئي أن غفلة الإنسان عن نفسه في بعدين فردي واجتماعي هي أمر شديد الضرر، وأضاف: "نسيان الهدف الذي خلق من أجله الإنسان، وهو الوصول إلى مرتبة خليفة الله، ونسيان الموت وعدم الاستعداد للآخرة، هي من أبعاد الغفلة الذاتية، التي يمكن النجاة منها بالذكر والدعاء والتضرع والتقوى والعبادات."
وختم بتأكيده أن النجاة من غفلة الذات تجعل الإنسان أكثر وعيًا بضرورة الإجابة أمام الله، مشيرًا إلى أن مقام الله العظيم لا مكان فيه للأعذار، وأن عدم وجود إجابة مقنعة لكل قول أو فعل يمكن أن يقود الإنسان إلى الذل.
وأكد آية الله الخامنئي أن مسؤوليات المسؤولين في النظام الإسلامي هي أكثر خطورة وأثقل من مسؤوليات المواطنين العاديين، وأنهم يجب أن يكونوا في غاية الحذر في سلوكهم وكلامهم وأفعالهم، مشيرًا إلى أن عليهم أن يلجأوا بشكل أكبر إلى الذكر والدعاء والتوسل والتضرع إلى الله.
وفيما يتعلق بالأبعاد الاجتماعية الخطيرة لنسيان الذات، أشار قائد الثورة إلى آية شديدة من سورة التوبة، قائلاً: "إذا تصرفنا كما كان يفعل المسؤولون في النظام الطاغوتي، فإننا نكون قد ارتكبنا جريمة كبيرة للغاية، وسينجم عنها خسائر فادحة." وأضاف أن إيران ولحسن الحظ لم تصل إلى هذا الوضع حتى الآن، لكن يجب أن نكون حذرين وألا نسمح للغفلة الاجتماعية بأن تؤثر علينا، وأن ننسى هويتنا وفلسفة ثورتنا وهيكل نظامنا، وألا نتصرف في السياسة الداخلية والخارجية كما كان يفعل المسؤولون الطاغوتيون.
وأكد أن هيكل النظام مبني على المبادئ القرآنية وأهداف الكتاب والسنة، وأوضح قائلاً: "بناءً على ذلك، لا يمكننا أن نكون تابعين للتمدن الغربي؛ بالطبع، إذا كانت هناك مزايا في أي مكان في العالم، بما في ذلك الغرب، فنحن نستخدمها، لكن لا يمكننا أن نعتمد على أسس ومعايير الغرب، لأنها خاطئة وتتناقض مع القيم الإسلامية."
كما أشار إلى فضائح التمدن الغربي، بما في ذلك الاستعمار ونهب موارد الشعوب، والقتل الجماعي، والادعاءات الكاذبة حول حقوق الإنسان والنساء، ومعايير مزدوجة في التعامل مع القضايا المختلفة. وأكد أن حرية تداول المعلومات في الغرب هي كذبة كبيرة، وأنه في الفضاء الإلكتروني الغربي لا يمكن ذكر أسماء مثل قاسم سليماني، السيد حسن نصرالله، الشهيد هنية، وغيرهم من الشخصيات البارزة، كما لا يمكن التنديد بجرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان.
وتابع آية الله الخامنئي بتذكير الإعلام الغربي بالكذب فيما يتعلق بالأوضاع في إيران، قائلاً: "في أي من هذه الوسائل الإعلامية يتم الحديث عن التقدم العلمي، أو التجمعات الكبيرة للشعب، أو نجاحات الأمة والنظام الإسلامي؟ بينما يتم تضخيم نقاط الضعف عشرات المرات."
وأشار إلى أن بعض علماء الاجتماع الغربيين يتحدثون عن تراجع الحضارة الغربية، مؤكدًا أن "الحضارة الغربية تتجه يومًا بعد يوم نحو الانحدار، ونحن لا يحق لنا أن نتبعها."
وأكد آية الله الخامنئي أن عظمة الشعب الإيراني ونجاحه في مواجهة الدعاية السلبية لأعداء إيران يعد واقعًا حقيقيًا، وقال: "إذا سار المسؤولون في النظام على الطريق الصحيح مع الحفاظ على هوية وشكل النظام، وتم تنفيذ البرامج التي طرحها الرئيس، فإن البلاد والشعب الإيراني سيصبحون أكثر عزة، وسنتمكن من أن نكون نموذجًا للشعوب وحتى لبعض الحكام في بعض الدول."
وفيما يتعلق بالقضايا الداخلية، أشار قائد الثورة إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد منذ بداية العقد الماضي، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي وراء العديد من تهديدات الأعداء، بما في ذلك التهديدات الأمنية والاستخباراتية، هو التأثير على معيشة الناس. وأضاف: "الهدف هو أن لا تتمكن الجمهورية الإسلامية من إدارة معيشة شعبها، وبالتالي فإن قضية معيشة الناس هي قضية هامة جدًا ويجب العمل على إصلاحها بجدية."
وأشار آية الله الخامنئي إلى دور العقوبات في خلق بعض المشاكل الاقتصادية، لكنه أكد في الوقت نفسه أن العقوبات ليست العامل الوحيد للمشاكل: "العقوبات هي جزء من المشكلة، ولكن المشكلة ليست كلها نتيجة للعقوبات، فهناك بعض التحديات التي لا علاقة لها بالعقوبات."
وفي إطار الحلول الاقتصادية، شدد على ضرورة تعزيز التعاون الداخلي بين الأجهزة الحكومية، سواء داخل الحكومة نفسها أو بين السلطات الثلاث. واعتبر أن "الشرط الأول لتحقيق التقدم هو التنسيق، والحمد لله يوجد الآن تنسيق جيد على المستويات العليا، ويجب أن يتواصل هذا التنسيق ليصل إلى المستويات الدنيا أيضًا."
كما أكد على أهمية "سرعة العمل" في القضايا الاقتصادية، منتقدًا البطء والفجوة الكبيرة بين التفكير والأفكار وبين اتخاذ القرارات وتنفيذها، مشيرًا إلى أن هذه المشكلة ناتجة في الغالب عن عدم متابعة الأمور بشكل جيد. وأضاف: "إحدى توصياتنا الدائمة لرؤساء الجمهورية والمسؤولين هي المتابعة والمراقبة وعدم ترك العمل في مراحل مختلفة."
وفيما يخص وجود بعض المسؤولين الذين يعتقدون أن "عدم اتخاذ القرارات هو الأكثر أمانًا"، وصف هذا التفكير بالخطير، قائلًا: "إذا قرر مدير عدم اتخاذ قرار خوفًا من الملاحقة أو الاتهام بسبب قراراته، فهذا تصرف خاطئ وسيحاسب عليه أمام الله، لأن الله سبحانه وتعالى يحاسب ليس على الأفعال فقط، بل على ترك الأفعال أيضًا."
وأكد آية الله الخامنئي أن من العوامل المهمة الأخرى في حل المشاكل الاقتصادية هو معرفة المسؤولين بقدرات البلاد، قائلاً: "يتم الحديث باستمرار عن أن البلاد تمتلك العديد من القدرات والموارد، لكن لا يتم الاهتمام بالعمق الحقيقي لهذه القضية."
وأشار قائد الثورة إلى أهمية الشباب والإبداع والابتكار في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والبحثية، بالإضافة إلى التقدم في العلوم والتكنولوجيا، واعتبرها من القدرات الكبيرة للبلاد. كما تطرق إلى الموارد الطبيعية كالنفظ والمعادن، التي وصفها بأنها من بين أفضل وأغنى الموارد الطبيعية في العالم، مؤكداً أن الكثير منها لم يتم اكتشافه أو استغلاله بعد.
وأوضح سماحته أن "التهريب الثنائي" يعد من المشاكل الاقتصادية الأخرى الضارة، مشيرًا إلى أن عدم التحرك الجاد في مكافحة التهريب، بما في ذلك سرعة اتخاذ القرارات والتنفيذ والمتابعة لا علاقة له بالعقوبات. وقال: "إذا لم نتحرك بشكل جاد في مكافحة التهريب واستخدام القدرات الوطنية، فهذه مشكلة لا علاقة لها بالعقوبات."
كما أشار إلى أهمية "إصلاح النظام النقدي" في البلاد، مع التأكيد على ضرورة تعزيز قيمة العملة الوطنية. وأوضح أن الحفاظ على قيمة العملة الوطنية أمر واجب وضروري، وأن له تأثيرًا كبيرًا على تحسين حياة الناس وزيادة قدرتهم الشرائية وتعزيز مكانة البلاد وسمعتها. وأضاف أن "إعادة العملة الصعبة الناتجة عن الصادرات أمر بالغ الأهمية."
وتطرق أيضًا إلى خطة الشهيد رئيسي المتعلقة بتمكين الشركات الحكومية الكبرى التي تمتلك إيرادات بالعملات الأجنبية من تنفيذ مشاريع ضخمة في مجالات المياه والمصافي والمحطات الكهربائية في مختلف مناطق البلاد. وأشار إلى أنه تم تقديم تقرير غير مقبول عن هذه المشاريع، موضحًا أنه لا يمكن قبول أن تظل عائدات هذه الشركات في خارج إطار الدولة والبنك المركزي، وأنه يجب اتخاذ تدابير لحل هذه المشكلة.
كما اعتبر آية الله الخامنئي أن الاهتمام بالإنتاج المحلي يعد من أولويات الاقتصاد الوطني، داعيًا إلى "دعم الإنتاج من خلال التشريعات القانونية، وتأمين موارد الإنتاج، وإزالة المعوقات والقرارات غير المجدية، وتعزيز تكنولوجيا الإنتاج." وأضاف: "يجب على الحكومة والشعب أن يلتزموا بتلبية احتياجات البلاد من الإنتاج المحلي، وأن يتم استيراد ما لا يوجد محليًا فقط."
أما في ما يتعلق بالاستثمار، فقد أشار قائد الثورة إلى أن أحد أهداف العقوبات هو منع الاستثمار الأجنبي، وقال: "لكن هناك طرق لتجاوز ذلك." وأضاف: "أهم عامل في زيادة الاستثمارات الداخلية هو تسهيل الإجراءات للمستثمرين، بحيث يشعرون أن الاستثمار سيعود عليهم بفائدة وربح جيد."
في الجزء الأخير من حديثه، عبّر سماحة آية الله الخامنئي عن سروره بالنشاط الكبير الذي يبديه وزارة الخارجية وأكد على ضرورة توسيع التعاون مع الجيران والدول الأخرى، وقال: بعض الحكومات والشخصيات المتغطرسة في الخارج تُصرّ على التفاوض، بينما هدفهم من التفاوض ليس حل القضايا، بل يسعون من خلال التفاوض إلى فرض سيطرتهم وفرض مطالبهم، فإذا وافق الطرف الآخر فذلك جيد، وإذا رفضوا، يبدأون بالضجيج ويتهمونه بترك التفاوض.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: قضيتهم لا تقتصر على الملف النووي، بل التفاوض بالنسبة لهم هو وسيلة لطرح مطالب جديدة، مثل مطالب تتعلق بالقدرات الدفاعية والقدرات الدولية، مع تقديم توقعات مثل عدم القيام ببعض الأعمال، أو عدم اللقاء ببعض الأشخاص، أو عدم زيادة مدى الصواريخ إلى ما بعد قدر معين، وهذه الأمور لن تقبلها إيران ولن تنفذها.
واعتبر سماحته أن هدف الطرف الآخر من التفاوض المتكرر هو خلق ضغط في الرأي العام، وقال: يريدون أن يزرعوا الشك في أذهان الناس بشأن سبب عدم قبولنا للتفاوض رغم إعلانهم عن استعدادهم للتفاوض، بينما هدفهم من التفاوض ليس إلا السيطرة وفرض الإرادة.
وأشار آية الله الخامنئي إلى إعلان ثلاث دول أوروبية بشأن عدم التزام إيران بتعهداتها النووية في الاتفاق النووي، وقال: يجب أن نسألهم، هل التزمتم أنتم بتعهداتكم في الاتفاق النووي؟ هم لم يلتزموا بتعهداتهم منذ البداية، وبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق، بالرغم من الوعود التي قطعوها لتعويض ذلك، فقد خالفوا وعدهم مرتين.
واعتبر قائد الثورة أن عدم الوفاء بالتعهدات من قبل الأوروبيين، وفي نفس الوقت اتهامهم لإيران بالخرق، دليلاً على وقاحتهم الشديدة، وأضاف: الحكومة السابقة تحملت هذا الوضع لمدة عام، ثم تدخل مجلس الشورى الإسلامي ومرر قانوناً لم يكن هناك بديل عنه، والآن أيضاً لا يوجد سبيل آخر أمامنا سوى مواجهة الأكاذيب والتسلط.
في بداية هذا اللقاء، قدّم الرئيس الإيراني شرحاً حول آخر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتحقيق الوفاق الداخلي والوصول إلى رؤية تطوير النظام، وأعلن عن تنفيذ خمسة برامج اقتصادية رئيسية وقال: "نمو الإنتاج"، "مكافحة التضخم"، "معالجة المشاكل المعيشية"، "إزالة الفجوات الاقتصادية" و"تنفيذ المشاريع الاستراتيجية والوطنية" هي على جدول أعمال الحكومة.
واعتبر بزشكيان انقطاع الكهرباء والغاز في بعض المناطق كإجراء لتجنب الأزمات الكبرى، وأعرب عن أمله في أن يتم حل مشكلات الطاقة العام المقبل وفقًا للخطط المقررة.
وأشار إلى ضرورة الاستفادة القصوى من قدرات الدول المجاورة والإيرانيين في الخارج، واعتبر الحكومة الرابعة عشر داعماً للمستثمرين المحليين والدوليين، وأعلن عن التحضير لعدة مشاريع استثمارية كبيرة في البلاد.
وأكد الرئيس الإيراني على المبادئ الأساسية في السياسة الخارجية مثل "الكرامة، الحكمة والمصلحة" واعتبر التماسك الوطني العائق الرئيسي أمام تنفيذ أي تهديد من الأعداء، وأضاف: لا توجد قوة قادرة على هزيمة أمة تعتمد على الله وتتحرك موحدة وراء قائدها.
كما أشار الرئيس الإيراني في بداية حديثه إلى أهمية شهر رمضان المبارك، واعتبر هذا الشهر فرصة لتذكير أهمية تنفيذ العدالة، الابتعاد عن التمييز، الصدق، معالجة قضايا المحتاجين، إصلاح العلاقات بين الناس ومكافحة الظلم والفساد، وقال: النصوص الدينية ليست مجرد للقراءة بل للعمل بها، وهذا يتطلب الوحدة، وتحمل الآخرين، وتعاون الناس والمسؤولين.