اكد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي بان مرحلة جديدة من العلاقات بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب ان تبدا لان ظروفا جديدة تمامًا قد تهيأت حيث تغيّر قانون البرلمان والظروف الميدانية وتعرّضت العديد من المنشآت النووية للهجوم والقصف، ولحقت بها أضرار.
وصرح وزير الخارجية الايراني قائلا: ان الأميركيين مخطئون لو ظنوا أن مهاجمة المنشآت النووية ستغير موقف ايران او تجعلها تتراجع.
وفي برنامج "طهران، إيران، العالم" على شبكة طهران، مساء الاربعاء، وردًا على سؤال متعلق بالطريقة الجديدة للتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال عراقجي: "أقرّ مجلس الشورى الإسلامي قانونًا بالغ الأهمية، وأحال تعاون جمهورية إيران الإسلامية مع الوكالة إلى قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي. هذا يعني أن أي تعاون مع الوكالة من الآن فصاعدًا يجب أن يتم عبر المجلس الأعلى للأمن القومي وبموافقته".
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي قال، لا بد من القول إن أداء الوكالة لم يكن جيدًا، وخاصةً في الأشهر القليلة الماضية. فقد أعدوا تقريرًا قبل الحرب، أدى إلى قرار في مجلس المحافظين. كان القرار سيئًا، واتهموا إيران بقضايا يعلمون هم أنفسهم أنها غير صحيحة، وربما كانت مرتبطة بعشرين عامًا مضت. على سبيل المثال، يدّعون أن أمورًا حدثت أو لم تحدث.
وأضاف عراقجي: "والأهم من ذلك، عندما شُنّ هذا الهجوم أو العدوان، مهما كان غير قانوني ووحشي، على منشآتنا النووية، وهي منشآت مُكلّفة أساسًا بحمايتها والتعاون مع الدول في المجال السلمي.
واضاف: كانت جميع منشآتنا مسجلة لدى الوكالة وتحت إشرافها، وكان مفتشو الوكالة يتفقدونها بانتظام، وقد تعرضت هذه المنشآت للهجوم، وهذا أكبر انتهاك للقانون الدولي، وانتهاك لا يُغتفر في مجال العلاقات الدولية".
*هنالك حاجة لوضع إطار عمل جديد للتعاون مع الوكالة الذرية
وأشار إلى أن الوكالة الذرية ومديرها العام رفضا حتى إدانة هذه الهجمات، وقال: "الآن تعلم الوكالة، وعلى مديرها العام أن يعلم، أن ظروفًا جديدة تمامًا قد طرأت. لقد تغيرت قوانين البرلمان والأوضاع على أرض الواقع. تعرّضت العديد من منشآتنا النووية للهجوم والقصف ولحقت بها أضرار. حسنًا، من الطبيعي، لكلا السببين، سواءً بسبب التغيرات على أرض الواقع أو بسبب قوانين البرلمان، أن تبدأ حقبة جديدة في العلاقات مع الوكالة."
وقال رئيس السلك الدبلوماسي: "في ضوء هذه الحقائق، يجب وضع إطار عمل جديد للتعاون مع الوكالة. الإطار السابق لم يكن متجاوبًا على الإطلاق. إطار عمل جديد، لنسمّه "ترتيبات جديدة" أو "آليات تعاون"، أو أيًا كان اسمه، علينا تحديد هذا الإطار مع الوكالة. وبناءً عليه، سيتم تنظيم تعاوننا مع الوكالة."
وأكد عراقجي على مراعاة قانون البرلمان في هذا الإطار، قائلاً: إن تصريح البرلمان بضرورة التعاون عبر المجلس الأعلى للأمن القومي فقط سيكون قضيةً محورية. وكما ذكرتُ، فإن الحقائق على الأرض مهمةٌ أيضًا.
وأضاف: السؤال المطروح الآن للوكالة هو: إذا أردتم زيارة منشآتنا النووية، فهذه المنشآت قُصفت. أخبرونا كيف تُريدون إجراء الزيارة؟ هل هناك بروتوكولٌ لزيارة منشأةٍ مقصوفة؟ هل هناك قانونٌ أو قاعدةٌ أو لائحةٌ لذلك؟ إذا وُجدت مثل هذه القاعدة، فلنسمِّها لائحةً، ويجب تحديدها. وبالنظر إلى الطلبات التي قدمتها الوكالة، واستنادًا إلى قانون مجلس الشورى الإسلامي، فقد دعونا نائب المدير العام للوكالة للحضور إلى طهران لمناقشة هذا الإطار نفسه.
وأوضح عراقجي: إنه (نائب المدير العام للوكالة الذرية) لن ياتي للدراسة أو التقييم أيضًا. لم نمنح مثل هذا الإذن ولن نمنحه. لكنه سيأتي لمناقشة القواعد والترتيبات التي ستُتبع من الآن فصاعدًا لتعاون إيران مع الوكالة فيما يتعلق ببرنامجها النووي السلمي. بالنظر إلى قانون البرلمان، كيف يُفترض بهم تقديم طلباتهم؟ كيف سينظر المجلس الأعلى للأمن القومي فيها وكيف سيرد عليها؟ يجب وضع هذه الترتيبات. إذا استطعنا التوصل إلى اتفاق بشأن هذا الإطار، فسيبدأ تعاوننا بناءً عليه. ومن الطبيعي أن تستمر المحادثات ريثما نتوصل إلى هذا الإطار. لقد تم تحديد موعد زيارته. قُدّم موعد مقترح، ونحن بصدد الانتهاء منه. لم يُحسم الأمر بعد بنسبة 100%، لكن الإطار الزمني واضح.
*نتشاور باستمرار مع الصين وروسيا
وردًا على سؤال حول العلاقات مع الصين وروسيا، قال وزير الخارجية: الصين وروسيا عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي، ولدينا معهما علاقات عميقة وطويلة الأمد. نطاق تعاوننا مع هذين البلدين واسع للغاية. لقد أبرمنا اتفاقيات تعاون طويلة الأمد مع كلا البلدين، مما يوضح آفاق التعاون الثنائي على المدى الطويل. لقد وقّعنا اتفاقية لمدة 25 عامًا مع الصين، واتفاقية لمدة 20 عامًا مع روسيا قبل بضعة أشهر.
وأضاف: خلال العام الماضي، زار الدكتور ظريف روسيا مرتين؛ مرة للمشاركة في قمة البريكس التي عُقدت في مدينة قازان الروسية، ومرة في زيارة ثنائية إلى موسكو، حيث تم توقيع الاتفاقية المذكورة سابقًا. وقد التقى بالسيد بوتين مرتين خلال هذه الفترة. كما التقيت بالسيد بوتين مرتين: مرة في خضم الحرب، عندما ذهبت إلى موسكو واجتمعت به، ومرة أخرى بعد انتهاء الحرب. كما سافر الدكتور لاريجاني إلى روسيا مرة واحدة كممثل لرئيس الجمهورية ونقل رسالة قائد الثورة إلى المسؤولين الروس.
وقال وزير الخارجية: "هناك خطوات مهمة جارية أيضًا فيما يتعلق بالصين. من المقرر أن يسافر رئيس الجمهورية، إلى الصين في سبتمبر لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون.
وتابع: علاقاتنا مع الصين وروسيا واسعة للغاية، وتُعقد مشاورات بيننا بانتظام وباستمرار. وفي هذا الصدد، عُقد اجتماع ثلاثي بين إيران والصين وروسيا على مستوى المديرين العامين في طهران قبل حوالي أسبوع أو أسبوعين. وقد عُقد هذا الاجتماع بهدف دراسة القضايا المتعلقة بإعادة فرض العقوبات من الناحية الفنية والخبرائية، وهو بالطبع موضوع مستقل.
وقال عراقجي: "لذلك، نتشاور مع بعضنا البعض باستمرار. كانت مواقف الصين وروسيا خلال العدوان الأمريكي والصهيوني الأخير حاسمة للغاية؛ سواء في إدانة هذه الهجمات أو في إعلان التضامن والدعم للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومن الطبيعي أن يكون تعاوننا مع هذين البلدين قد شمل مجالات مختلفة في الماضي ويستمر الآن؛ سواءً في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الدفاعية، وما زال هذا التعاون قائمًا.